الطريق
قدم الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الثلاثاء العزاء برحيل ميخائيل غورباتشوف، آخر زعيم للاتّحاد السوفياتي السابق، واصفاً الراحل بـ"القائد النادر الذي ساهم في جعل العالم أكثر أماناً".
وقال بايدن في بيان إنّ غورباتشوف "بصفته زعيماً لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية عمل مع الرئيس (الأميركي رونالد) ريغن للحدّ من الترسانتين النوويتين لبلدينا، ممّا أراح الناس في جميع أنحاء العالم الذين كانوا يصلّون من أجل إنهاء سباق التسلّح النووي".
وأضاف أنّ الراحل و"بعد عقود من القمع السياسي الوحشي، اعتمد إصلاحات ديموقراطية" خلال قيادته الاتّحاد السوفياتي، معتبراً أنّ هذه "كانت تصرّفات قائد نادر - قائد لديه من الخيال ما يكفي ليرى أنّ مستقبلاً مختلفاً ممكن، ومن الشجاعة ما يكفي للمخاطرة بحياته المهنية كلّها لتحقيق ذلك".
وأضاف أنّ "النتيجة كانت عالماً أكثر أماناً وأكثر حرية لملايين الأشخاص".
من جهتها، قالت "مؤسسة ريغن" في تغريدة إنّها "حزينة لرحيل (...) رجل كان في يوم من الأيام خصماً سياسياً لرونالد ريغن وانتهى به الأمر ليصبح صديقاً له".
وفجر الأربعاء أعرب الرئيس الروسي عن "تعازيه الحارّة" لأسرة الراحل.
وقال المتحدّث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف إنّ "فلاديمير بوتين يعرب عن تعازيه الحارّة لوفاة ميخائيل غورباتشوف، وسيرسل في الصباح برقية تعزية إلى أسرة وأحبّاء" الراحل.
بدوره، أعرب الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريس عن "حزنه العميق" لوفاة غورباتشوف، مشيراً إلى أنّ الراحل كان "رجل دولة فريداً غيّر مسار التاريخ" وبرحيله "خسر العالم زعيماً عالمياً عظيماً، التزم التعدّدية، ودافع بلا كلل عن السلام".
وفي أوروبا، أعربت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين عن تعازيها لرحيل غورباتشوف، معتبرة أنّه كان "قائداً جديراً بالثقة مهّد الطريق أمام أوروبا حرّة".
وكتبت فون دير لايين على تويتر أنّ الراحل "أدّى دوراً حاسماً في إنهاء الحرب البادرة وإسقاط الستار الحديدي. لقد مهّد الطريق أمام أوروبا حرّة. هذا إرث لن ننساه أبداً. أرقد بسلام يا ميخائيل غورباتشوف".
وفي لندن، أعرب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في تغريدة على تويتر عن أسفه لرحيل غورباتشوف، منوّهاً بـ"الشجاعة والنزاهة اللتين برهن عنهما لإنهاء الحرب الباردة".
واعتبر جونسون أنّه في الوقت الذي يواصل فيه "بوتين عدوانه على أوكرانيا، يظلّ التزامه (غورباتشوف) الدؤوب انفتاح المجتمع السوفياتي مثالاً يُحتذى لنا جميعاً".
بدوره، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تغريدة على تويتر إنّ الراحل كان "رجل سلام مهّدت خياراته الطريق أمام الحرية للروس. إنّ التزامه السلام في أوروبا غيّر تاريخنا المشترك".
وتوفي آخر زعيم للاتحاد السوفياتي عن 91 عاماً مساء الثلاثاء في روسيا، بحسب ما نقلت وكالات الأنباء الروسية عن المستشفى حيث كان يتعالج.
وقال "المستشفى المركزي العيادي" التابع للرئاسة الروسية في بيان أوردته وكالات "إنترفاكس" و"تاس" و"ريا نوفوستي" إنّه "مساء اليوم (الثلاثاء) وبعد صراع طويل مع مرض خطير، توفي ميخائيل سيرغييفيتش غورباتشوف".
وغورباتشوف الذي وصل إلى السلطة في 1985، أطلق سلسلة إصلاحات سياسية واقتصادية هدفت إلى تحديث الاتحاد السوفياتي الذي كان يعاني من أزمات حادّة.
وكان غورباتشوف من أنصار التقارب مع الغرب وقد فاز في 1990 بجائزة نوبل للسلام لتفاوضه مع ريغن على اتفاقية تاريخية للحدّ من الأسلحة النووية، كما اعتُبر قراره بمنع الجيش السوفياتي من التدخّل للحؤول دون سقوط جدار برلين قبل عام من ذلك عاملاً أساسياً في الحفاظ على السلام.