الطريق
غادرت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي تايوان، مساء اليوم الأربعاء، مختتمة زيارة تاريخية مثيرة للجدل ردّت عليها بكين بالوعيد والمناورات العسكرية.
وحيّت المشرعة البالغة 82 عاماً شخصيات كانت في وداعها في مطار سونغشان، قبل أن تصعد إلى متن طائرة عسكرية أميركية أقلعت الساعة السادسة مساء.
وأبلغت بيلوسي، في وقت سابق اليوم الأربعاء، رئيسة تايوان تساي إينغ وين، بأن زيارتها للجزيرة توضح بشكل لا لبس فيه أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن تايوان، في وقت أكدت إينغ وين أن بلادها "لن تتراجع في وجه التهديدات العسكرية".
وقالت بيلوسي لتساي، إن تضامن الولايات المتحدة مع تايوان أمر بالغ الأهمية الآن أكثر من أي وقت مضى، مضيفة أن عزم واشنطن على الحفاظ على الديمقراطية في تايوان وبقية العالم لا يزال صلباً لا يلين.
وأثارت زيارة بيلوسي لتايوان استياء الصين، التي هددت بـ"أعمال عسكرية محددة الهدف"، رداً على الزيارة، إذ تُعدّ بيلوسي أكبر مسؤول أميركي منذ 25 عاماً يزور الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي، والتي تزعم الصين أنها جزء من أراضيها، ويجب ضمها بالقوة إذا لزم الأمر، وتعتبر زيارات المسؤولين الحكوميين الأجانب اعترافاً بسيادة الجزيرة.
وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية جون كيربي، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة لن تخاف من تهديدات الصين أو خطابها العدواني، مشيراً إلى أنه ما من سبب يدعو إلى نشوب أزمة أو صراع جراء زيارة بيلوسي.
بدورها، أعلنت الرئيسة التايوانية أن بلادها "لن تتراجع"، بينما تستعد الصين لإجراء مناورات عسكرية بالذخيرة الحية حول الجزيرة، رداً على زيارة بيلوسي. وقالت تساي: "في مواجهة التهديدات العسكرية المتصاعدة بشكل متعمد، تايوان لن تتراجع (...)، وسنواصل تشبثنا بخط الدفاع عن الديمقراطية".
وشكرت رئيسة تايوان بيلوسي على عملها الملموس لدعم تايبيه في هذه اللحظة الحرجة، وأخبرتها بأنها واحدة من أكثر أصدقاء تايوان إخلاصاً، وشكرتها على دعمها الثابت على الساحة الدولية. وأضافت تساي أن تايوان شريك موثوق به للولايات المتحدة، وستواصل العمل معها لتعزيز التعاون في مجالات الأمن والتنمية الاقتصادية وسلاسل التوريد.
وكانت بيلوسي قد التقت أيضاً نائب رئيس البرلمان التايواني تساي تشي-تشانغ، وقالت خلال الاجتماع: "نأتي بدافع الصداقة إلى تايوان، والسلام للمنطقة".