الطريق
أعلنت مدينة منبج بريف حلب الشرقي إضراباً شاملاً في أسواقها؛ رفضاً لجرائم وانتهاكات مليشيا "قسد".
ودعت عشائر منبج لهذا الإجراء، رداً على تزايد انتهاكات "قسد" تجاه المدنيين، ولا سيما قتل الأطفال وحملات التجنيد الإجباري التي طالت المئات من شبان المنطقة بذريعة النفير العام، حيث تحاول المليشيا زج المكونات المدنية والعشائرية في معاركها لتحقيق أجنداتها الأجنبية.
وبحسب موقع "أورينت نت"، فإن المدينة بدأت منذ ساعات الصباح إضراباً عاماً في عموم أسواقها شمل نحو 90 في المئة من الأسواق، مقابل استنفار عسكري واسع لمليشيا "قسد" لمواجهة الإضراب الذي ينفذه الأهالي في المنطقة.
وجاء الإضراب بدعوة من عشائر المدينة، ولا سيما عشيرة البوبنّة التي طالبت المليشيا بوقف جميع الانتهاكات والجرائم تجاه المدنيين، وإيقاف حملات التجنيد الإجباري بحق شباب المدينة، وكذلك تحسين الخدمات الأساسية وإطلاق سراح المعتقلين، وخاصة الطلاب.
وقال الناطقون باسم العشيرة في بيان صادر عنها، إنهم يطالبون بإيقاف حملة التجنيد الإجباري وإطلاق سراح المعتقلين وخصوصاً الطلاب والجامعيين.
وأدانت العشيرة في بيانها ما وصفته بالتصرف الهائج من قبل مليشيا "قسد"، بعد مقتل طفلة أول أمس برصاص أحد عناصرها.
وطالبت العشيرة إدارةَ المليشيا بتحمل مسؤولياتها تجاه الحادثة البشعة، موضحةً أن العشيرة ترفض الاستهتار بأرواح المدنيين، إضافةً للمطالبة بوقف الدوريات العشوائية والالتزام بالحواجز الرسمية واحترام خصوصيات المواطنين.
وأشار البيان إلى أن العشيرة الأكبر في المدينة ستلجأ للتظاهر والإضراب المستمر في وجه المليشيا حتى تحقيق المطالب المشروعة، معتبرةً عدم تنفيذ المطالب الواردة في البيان استفزازاً.
وجاءت تلك التطورات على خلفية زيادة نسبة جرائم "قسد" تجاه المدنيين، وآخرها مقتل الطفلة دنيا عبد الوهاب، برصاص عناصر المليشيا أول أمس، والتي لم تكن الجريمة الأولى بحق الأطفال..
كما أن حملات التجنيد الإجباري في منبج دفعت العشائر للتأهب لوقف تلك الاعتقالات التي طالت مئات الشبان بأعمار مختلفة وسوقهم إلى معسكرات "قسد"، بذريعة النفير العام والاستعداد للتصدي لعملية عسكرية مرتقبة تجاه المدينة، حيث سجلت المدينة اعتقال أكثر من 100 شاب في يوم واحد للأسباب ذاتها.
وخلال الفترة الأخيرة كثفت "قسد" حملات التجنيد والاعتقالات في مناطق سيطرتها بريف حلب الشرقي والحسكة والرقة ودير الزور خلال الأيام الماضية، تزامناً مع توتر واستنفار تعيشه تلك المناطق مع الإعلان عن العملية العسكرية التركية المرتقبة لطرد المليشيا من المنطقة.