خاص - الطريق
تعرض قائد مليشيا الدفاع الوطني الرديفة لقوات النظام المدعو "نابل العبدالله" في مدينة السقيلبية شمال غرب حماة، للإصابة بكسور في الفقرة القطنية، جراء دفعه ودهسه بأقدام الحضور المتواجدين في حفل افتتاح كنيسة آيا صوفيا، بعد تعرض موقع الاحتفالية لقصف مجهول المصدر والتبعية؛ أسفر عن مقتل اثنين أحدهما من مقاتلي "نابل" فيما لم يتم الكشف عن هوية القتيل الثاني على وسائل الإعلام، بالإضافة إلى إصابة نحو 13 شخصاً بجروح متفاوتة الخطورة، مع خسائر مادية كبيرة لحقت بالمكان.
وكان "العبدالله" المدعوم من روسيا بشكل مباشر قد وضع حجر أساس لبناء كنيسته الخاصة التي جمع تكاليف بنائها من عمليات السرقة والتعفيش، في تموز/ يوليو 2020 بحضور وفد عسكري روسي جاء من قاعدة حميميم، بعد إعلان تركيا تحويل متحف آيا صوفيا في مدينة إسطنبول إلى مسجد كما كان عليه قبل 84 عاماً.
وشهدت مدينة السقيلبية، أمس، حشوداً مدنية وعسكرية لحضور احتفالية افتتاح الكنيسة التي كانت - ومازالت - تستخدم في الفترة السابقة كمركز قيادة وتحكم، ومقر عمليات عسكرية للمليشيات التابعة للمدعو "نابل"، بالإضافة لتخصيص جزء منها كصرح رمزي يخلد قتلى روسيا، وذلك بعد بنائها على الطريق الواصل إلى قرية العشارنة في أرض تعود ملكيتها لـ "العبدالله"، بحسب شهادات موثوقة حصل عليها موقع "الطريق".
وخلال الحفل تعرضت الكنيسة لاستهداف مجهول المصدر، إلا أن وكالة ناسا التابعة لنظام الأسد، قالت إن صاروخاً مصدره التنظيمات الإرهابية سقط على تجمع حاشد في مدينة السقيلبية بريف حماة، ما أدى إلى ارتقاء شهيدين وجرح 12 شخصاً. في الوقت ذاته نقلت بعض صفحات السقيلبية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن عدة طائرات مسيرة ومذخرة تابعة للتنظيمات الإرهابية كانت تحلق في سماء المدينة لحظة تعرض الكنيسة للاستهداف، وتم التعامل معها من قبل وحدات الجيش والدفاع الوطني، وأكدت أن إحدى الطائرات سقطت بالقرب من الاحتفال.
في حين قالت مصادر سياسية وعسكرية عدة من المعارضة، إن النظام وحليفته إيران هما من خططا ونفذا الهجوم بهدف خلط الأوراق من جديد وزعزعة أمن المنطقة من جهة، ونقل العملية للرأي العالمي على أنه هجوم إرهابي استهدف احتفالاً دينياً للأقليات من جانب آخر، لا سيما أنَّ الفصائل العسكرية المتواجدة في إدلب وريف حماة لم تتبنَ العملية على الإطلاق، ونوهت إلى أنها لا تملك طائرات مسيرة تصل إلى عمق مناطق سيطرة النظام بهذه السهولة، موضحةً أن روسيا نشرت أبراج تشويش على خطوط الجبهات لإسقاط طائرات الاستطلاع.
من جهتها، نفت وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة في بيان لها، مسؤوليتها عن القصف الذي تعرضت له مدينة السقيلبية في مدينة حماة الواقعة تحت سيطرة النظام.
وقالت إن النظام يسعى للتغطية على المجازر التي يرتكبها بحق المدنيين في المناطق المحررة. وأضاف البيان: في عمل إجرامي يضاف إلى سجله، استهدف النظام تجمعاً للمدنيين أثناء ما قال إنه احتفالية تدشين لكنيسة آيا صوفيا؛ أدى ذلك لسقوط قتلى وجرحى ليتهم الفصائل الثورية بذلك، بهدف خلق ذريعة أمام المجتمع الدولي لمهاجمة المناطق المحررة وارتكاب المزيد من الجرائم.
وأوضحت الوزارة في بيانها، أنّ تشكيلاتها المتواجدة في إدلب لم تستهدف تجمعات المدنيين أو أي مواقع مدنية، وأنّ عملياتها تقتصر على المواقع والمقرات العسكرية والمعسكرات.
وينحدر "العبدالله" من مدينة السقيلبية الواقعة شمال غرب حماة وسط سوريا، وكان يقضي وقته متسكعاً في الشوارع والحانات قبل انطلاق الثورة، وبعد انطلاقها أسس مجموعات تشبيحية تحت مسمّى "الدفاع الوطني" لمساندة جيش الأسد في قمع المظاهرات السلمية واقتحام المناطق التي خرجت عن سيطرة الحكومة، ومع دخول روسيا إلى سوريا عام 2015 بات "العبدالله" أحد المقربين من الروس والصبي المدلل عندهم، ليجعل قاعدة حميميم مرجعية له ولسكان مدينته السقيلبية.
وفي عام 2016 قامت روسيا بتكليفه بمهام قتالية خاصة في مناطق الصحراء التي كانت معظمها تخضع لسيطرة تنظيم الدولة، وبعد تنفيذه بعض المهمات الموكلة له، عملت على تكريمه مرات عدة وسط غياب تام لمسؤولي النظام وقياداته، كما قام بإنشاء مراكز لتدريب الأطفال تحت مسمى الدفاع المقدس عن مسيحيي السقيلبية.
استطاع "نابل" أن يحول مدينته إلى ثكنات عسكرية ومركزٍ لانطلاق المعارك ضد قرى وبلدات محافظتي حماة وإدلب، وقاعدة عسكرية ضخمة لقصف المدنيين، بعد أن زودته روسيا بجميع أنواع الأسلحة الثقيلة، منها مدافع وراجمات صواريخ.