عن دار (عالمي الأزرق) للنشر والتوزيع في تركيا، صدرت المجموعة القصصية بعنوان (الصَّفعة- مئة قِصَّة وقصَّة) للكاتب السُّوري رعد الرحبي.
المجموعة القصصية تتكون من مئة قصَّة وقصَّة قصيرة جدَّاً، وهي كما يقول الكاتب الرَّحبي" تعبيرٌ عن معاناة الشعب السوري، عن تغريبته وتهجيره القسري، ذلك الشعب الذي أثخن فيه نظامُه الصفعات وارتكب جرائم لا مثيل لها في القبح بتاريخ البشرية على مرِّ العصور"
عنوان المجموعة القصصية:
ثمَّة ما هو مؤلم في العنوان (الصَّفعة) الذي هو صفعة للوعي الغائب، قبل أن يكون المراد منه تلك الصفعة التي ينالها المواطن السوري منذ نشأته وتدجينه لإطاعة الأوامر الصادرة عن النظام الأسدي.
في الجزء الثاني من العنوان (مئة قصة وقصة) هناك ما يشير ضمنياً إلى فانتازيا الألم السوري المعروض أمام أعين المجتمع الدولي المستمتِع بالفُرجَة، وكأنَّ الرحبي يقول لقرَّائه: إنَّ العالَم ملَّ من سماع قصص ألف ليلة وليلة في التراث العربي، وأصبح يتوق إلى شيء أكثر إدهاشاً وقفزاً فوق المنطق، دون أيِّ التفاتهٍ إنسانية لكمية الدماء والدموع المرافقة لذلك الشيء المعروض.
(مئة قصة وقصة) هي جانب من جوانب التجسيد السردي للمعاناة السورية غير المنتهية/ المدهشة/ المستمتَع بمشاهدتها من قبل الآخر.
المتن
لم يتَّجه رعد الرَّحبي إلى إثبات قواعد الكتابة لفنِّ القصَّة القصيرة جدَّاً، بوصفها جنساً أدبيَّاً متعارفاً عليه، ولم يكن منشغلاً في إبراز مقدرته الشعريَّة ضمن اللوحات القصصيَّة المقدَّمة للمتلقي، بقدر ما كان متعمِّداً في إيصال الأفكار الإنسانيَّة التي يؤمن بها، ومؤرِّخاً لمعاناة وطنه ببراعةٍ فنيَّة وقوالبَ لغويَّة استخدم فيها الجمل البسيطة الموجزة في وظائفها السَّرديَّة، مبتعداً عن الاستطراد الذي يعيق نمو الأحداث ويثقل النص، ومتَّكِئاً بذلك كلِّه على الإكثار من الجمل الفعليَّة؛ حيث الحركة والتوتر والتناغم ما بين الإدهاش والفكرة التي يدور حولهما النصُّ القصصي.
استطاع الرَّحبي أن يقدِّمَ لوحاتٍ قصصيَّة مُتْخمة بالواقعيَّة الدراميَّة المصوِّرة لواقع الإنسان السُّوري بشكلٍ خاص، والعربي بشكلٍ عام، ذلك الواقع الذي يئنُّ تحت وطأة الاستبداد السياسي المسيطر عليه والمتحكِّم في تقرير مصيره المستقبلي.
الترجمة إلى اللغة التركية:
تُرجِمت مجموعة (الصَّفعة) إلى اللغة التركية بعنوان (TOKAT )، وقد قام بترجمتها الدكتور ياسين كاهيا أوغلو، رئيس قسم اللغة العربية بجامعة حران، وهذه خطوة مهمَّة وضرورية كي يتعرفَ القارئ التركي بشكلٍ دقيق على معاناة الشعب السُّوري المُطالِب بحريته، فضلاً عن أنَّ المنجز الأدبي السُّوري المترجَم إلى اللغة التركية يعدُّ لبنة من لبنات جسور التواصل الثقافي بين المجتمعين السوري والتركي.