الشأن السوري

محليات

مزارعون في إدلب وحماة يشتكون من تدني إنتاج القمح وتراجع أسعاره

الثلاثاء, 7 يونيو - 2022
تدني أنتاج القمح وتراجع أسعاره (مراسل الطريق)
تدني أنتاج القمح وتراجع أسعاره (مراسل الطريق)
austin_tice

تواصل معنا

+961 3 733 933

friendsofaustintice@gmail.com

أحمد عبد الرحمن - الطريق 


لم يتوقع محمود العبد وهو مزارع في سهل الغاب غربي حماة، أن ينخفض إنتاج محصول أرضه من القمح لهذا العام إلى النصف تقريباً مقارنة بالعام الماضي، الأمر الذي سبب له خسائر مادية، بسبب تكاليف الزراعة ومستلزمات البذار والأسمدة المرتفعة الثمن، إضافةً لعملية الحصاد المبكرة وتدني سعر التصريف.

وبدأت عملية حصاد القمح والشعير في سهل الغاب والروج بريفي حماة وإدلب في وقت مبكر لهذا العام، خوفاً من خسارة المزارعين محصولهم السنوي كون الأراضي الزراعية في هذه المناطق تتعرض للقصف بشكل دوري من قبل قوات النظام وروسيا؛ ما أدى لإنخفاض إنتاجية القمح، ناهيك عن التبن الذي يعتبر صنف رئيسي في تربية الثروة الحيوانية.

*محصول مظلوم بثمنه: 

يقول محمد القاسم أحد المزارعين من قرية الغفر بسهل الروج غربي مدينة إدلب لـ"الطريق"، إن تسعيرة شراء القمح الصادرة عن حكومة الإنقاذ الجناح المدني في هيئة تحرير الشام مجحفة وغير مقبولة، لأنها لن تحقق الربح للمزارع الذي انتظر موسم الحصاد بفارغ الصبر ليجمع التكاليف المادية التي صرفت على محصول يُعد مصدر رئيسي في المعيشة وباب رزق لفئة واسعة من المزارعين في المناطق المحررة.

وكانت المؤسسة العامة لتجارة وتصنيع الحبوب في حكومة الإنقاذ قد أصدرت السبت الفائت 4 حزيران/يونيو الجاري، بياناً حدّدت من خلاله سعر شراء القمح القاسي الدرجة الأولى من المزارعين بقيمة 425 دولار أمريكي للطن الواحد.

وأشار المزارع في حديثه إلى أن القمح هو المحصول الأول والأهم الذي تحتاجه محافظة إدلب لصناعة الخبز، مرجعاً ذلك للكثافة السكانية التي تشهدها المحافظة، في وقت يشهد المحصول انخفاض بمعدل كبير لم يكن متوقع،وذلك بسسبب العوامل الجوية السائدة التي تعرضت لها المنطقة من جهة، وقلة الاعتناء بالمزروعات من جهة أخرى.

*الإنتاج وتكاليف الزراعة والحصاد:

بحسب شهادات عدة حصل عليها "الطريق"، فقد انخفض معدل الإنتاج هذا العام إلى النصف مقارنة بالأعوام السابقة، إذ قال مزارعون في منطقة سهل الروج غربي إدلب، فإن متوسط إنتاج دونم القمح مع بداية فترة الحصاد لم يتجاوز 225 كغ في أحسن الأحوال، أما في سهل الغاب وصل إلى 290 كغ علماً أن إنتاجية الدونم الواحد كانت سابقاً حوالي 400 كغ، وهذا ما يسبب خسائر مادية لقسم كبير من المزارعين بعد أن تجاوزت تكلفة الدونم حتى نضجه 100 دولار أمريكي دون قيمة إيجار الأرض عند البعض.

ويشتكي المزارعين من ارتفاع كلفة الحصاد الذي يطلبه أصحاب الحصّادات كما ارتفاع باقي تكاليف الزراعة والأسمدة والأدوية، حيث تتراوح كلفة حصاد الدونم الواحد من 9 إلى 12 دولار أمريكي بحسب المنطقة والوضع الأمني فيها، وهذا ما اعتبره حسين السرحان مالك حصادة سعراً مقبولاً مقارنة مع غلاء أسعار الديزل وقطع غيار الحصادات وأجور الصيانة التي ارتفعت بشكل كبير في الأونة الأخيرة، على حين يلقى تحفظاً واستهجاناً من قبل المزارعين، بحسب السرحان.

وفي وقت سابق، ذكرت وزارة الزراعة والري بحكومة الإنقاذ، أن إنتاج موسم القمح المتوقع لهذا العام يقدر بـ 34 ألف طن، على حين إنتاج الشعير قد يصل إلى حوالي 2800 طن.

واعتبرت الوزارة أن محصول القمح اللازم لصناعة الخبز في هذه الأوقات الحرجة التي يعيشها العالم، غير كافٍ لسد الاحتياجات الغذائية في منطقة يقطنها أكثر من 3 ملايين شخص.