الطريق
أكدت مذكرات النائب السابق لرئيس النظام السوري، الراحل عبد الحليم خدام، أن بشار الأسد اتفق مع إيران، عشية الحرب على العراق في العام 2003، على إطالة الحرب فيها لإتعاب الأمريكيين، كما اقترح تقديم وعود "وهمية" للمعارضة العراقية
وجاء في المذكرات التي نشرتها صحيفة "الشرق الأسوط" أن النظام السوري انتقل من العمل على إسقاط صدام حسين إلى الدفاع عنه.
وأوضحت المذكرات أن بشار الأسد استقبل عددا من القياديين العراقيين، بمن فيهم أولئك الذين كانوا الأشد عداء للنظام في سوريا وإيران، ومنهم علي حسن المجيد وطه ياسين رمضان، وبذلك، انتقل النظام من مرحلة العمل على إسقاط النظام العراقي، إلى مرحلة الدفاع عنه في المحافل العربية والدولية.
وبعدها ذهب الأسد إلى طهران، وقد رافقه خدام لـ"توحيد الموقف في مواجهة التطورات الجديدة المقلقة والمقبلة في المنطقة"، وحسب محاضر الاجتماعات، فإن الأسد قال لخاتمي: "إذا استقرت أمريكا بالعراق ستنتقل بعد ذلك إلى سوريا وإيران"، وأبلغ خامنئي أنه "كي يتعب الأمريكيون، لا بد من إطالة الحرب في العراق".
ونقل أحد محاضر الاجتماعات عن خاتمي قوله إنه "يكفي أن تعود جثامين الجنود الأمريكيين كي يخسر بوش".
وقال خاتمي: "الموضوع الآخر الذي طرحته مع شيراك (الرئيس الفرنسي السابق) أن المعركة تؤدي إلى تشديد وزيادة موجة العنف في العالم. أمريكا في أفغانستان لم تحقق هدفها بالقضاء على زعيم تنظيم (القاعدة) السابق أسامة بن لادن بل جعلته بطلاً، والآن تُنتج بطلاً آخر اسمه صدام، وستزداد موجة التطرف. وأيدني شيراك، لكنه قال إن الأمريكيين ليسوا من أهل هذه المنطقة".
وأضاف خاتمي مخاطباً الأسد: "كل المعارضة اليوم تقف ضد أمريكا. علينا أن نحاول دفع الشيعة والسنة إلى تجاوز الخلافات".
في حين اقترح الأسد إعطاء المعارضة العراقية وعودا وهمية على الطريقة الأمريكية، بعد وصفها من قبل خاتمي بأنها لا تروق لأحد.
وردا على سؤال خاتمي، "هل أنتم مطمئنون إلى إمكانية قيام الجيش بعمل ما في الداخل؟ إن انتصرت أمريكا بسرعة سيكون الأمر صعبًا”، اعتبر الأسد أن “الحل في المقاومة، وفي حال وقوع الحرب يجب الإعداد لها قبل وقوعها".
وقال خاتمي: "لا بد من وجود أهداف عدة: أولا، لا نريد وقوع الحرب، وثانيا، إن قامت لا نريد أن تنتهي بسرعة، وثالثا، مستقبل العراق. يجب العمل والتنسيق لتحقيق هذه الأهداف، ولا بد من التباحث حول كيفية التعامل مع المعارضة".
وفي رده حول وجود معارضة تعمل لصالح واشنطن، قال خاتمي إنه "عندما تقوم أمريكا بالعمل العسكري لن يكون للمعارضة أي نشاط. لقد خططت أمريكا لتحقيق ما تريده في العراق، وجميع أطراف المعارضة كانت منزعجة منها، وقرروا في أربيل إصدار بيان معارض لأمريكا، وهذا شيء جيد، وكان له أثر في تغيير اللهجة الأمريكية".
وخلال جلسته مع المرشد الأعلى علي خامنئي، قال الأسد: "قلنا في البداية إننا لا نريد حدوث الحرب لأنها ضارة للجميع، لكن من غير المعقول أن نجلس وننتظر مجيئها إلينا لاحقا. لا توجد دولة جارة للعراق تملك قرارها سوى سوريا وإيران، لكن أعتقد أن أهم شيء يمكن أن يحدث في حال حصول الحرب هو امتدادها حتى تتعب أمريكا".