الشأن السوري

محليات

عمال المياومة في إدلب بين الحاجة والاستغلال

الأربعاء, 14 يوليو - 2021
تدهور الوضع الاقتصادي في المناطق المحررة
تدهور الوضع الاقتصادي في المناطق المحررة

الطريق - أحمد عبد الرحمن


يفضِّل وائل الحموي، ٢٧ عاماً، أن يشغل نفسه بأي عمل مهما كان الأجر الذي يتقاضاه، بدلاً من الجلوس في المنزل.

يعمل الحموي أجيراً في الإنشاءات السكنية، ويتقاضى أجرة لا تزيد عن 25 ليرة تركية، بمعدل عمل يصل إلى 10 ساعات يومياً.

يقول الحموي إنه لا يستطيع المطالبة بزيادة أجره، لأنَّ جواب المسؤول عن العمل "الشغل خفيف ويادوب عم نطالع رأس مالنا، ماعجبك دوِّر على غيرنا".

يدرك الحموي أنه إنْ طالبَ برفع الأجرة فسيخسر عمله؛ لذلك يحاول التأقلم مع واقعه مخففاً نفقاته قدر ما أمكن، "الخضار والفواكه أشتريها آخر النهار فتكون أرخص، الألبسة من محلات البالة" قال الحموي.

وأدى تدهور الوضع الاقتصادي في المناطق المحررة إلى تراجع أجور العمال واليد العاملة بشكل كبير، وعلى الرغم من ارتفاع الأسعار وتدهور قيمة العملات المتداولة، إلا أنَّ أجرة العمال اليومية لا تزال منخفضة مقارنة بباقي الأسعار في المناطق المحررة.

يصف أبو عبدالله، 41 عاماً، وهو مهجَّر من مدينة حمص عمله "بالسم القاتل"، و يعمل أبو عبدالله إلى جانب ابنه البكر بمعمل لتصنيع البطاريات في ريف حلب، "وهو عمل شاق وخطير" يقول أبو عبدالله، لأنه يؤدي إلى أمراض عديدة بسبب روائح مادتي الأسيد والأوكسيد اللتَيْن يتم تعبئتهما داخل البطاريات.

لا يتجاوز ما يتقاضاه أبو عبدالله وابنه 350 ليرة أسبوعياً ، " الاستدانة هي الحل الوحيد الذي ألجأ إليه، وخصوصاً في فصل الشتاء الذي تكون فيه المصاريف كبيرة ويكون العمل قليلاً". يوضح أبو عبد الله.

ويقول ماهر العلي 36 عاماً، وهو أحد أصحاب الأراضي الزراعية في منطقة إدلب، إنَّ أجرة العامل في الأراضي الزراعية تتراوح بين الليرة والنصف إلى الليرتين للساعة الواحدة.

موضحاً أنَّ "تدني الأجور بسبب كثافة اليد العاملة في المنطقة، وقلة الأرباح التي سببها غلاء البذار والأسمدة والمحروقات، إضافةً لإيقاف التصدير إلى مناطق سيطرة النظام".

ويضيف العلي: " ندرة فرص العمل في الشمال السوري، تدفع قسماً كبيراً من السكان والنازحين، للقبول بأجور متدنية في ظل الظروف المعيشية المتردية التي تشهدها المنطقة".