الطريق
بعد توقف لأشهر، استأنفت إيران والسعودية جلسات الحوار بينهما في بغداد، وفق ما أفاد مسؤول حكومي عراقي السبت، مع عقد لقاء هذا الأسبوع بين ممثلين للخصمين الإقليميين ضمن الجهود الهادفة لتحسين العلاقات المقطوعة بينهما.
وقطعت العلاقات بين القوتين النافذتين في منطقة الخليج منذ مطلع 2016. الا أن البلدين اللذين يقفان على طرفي نقيض في مختلف الملفات الاقليمية، أجريا خلال 2021، أربعة لقاءات حوارية بهدف تحسين العلاقات، استضافها العراق بتسهيل من رئيس وزرائه مصطفى الكاظمي.
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مسؤول حكومي عراقي أن "المحادثات استؤنفت الخميس فعلاً في بغداد"، من دون تفاصيل إضافية.
من جهتها، أكدت وكالة "نور نيوز" الإيرانية عقد جلسة حوار جديدة ضمت ممثلين لأمانة المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران، ورئاسة الاستخبارات السعودية. وأفادت بأن اللقاء جرى في "جو ايجابي"، ما يدفع الى "تفاؤل باستئناف العلاقات الثنائية". وتوقعت عقد "اجتماع مشترك بين وزيري خارجية البلدين في المستقبل القريب".
ويعود اللقاء الأخير بين الجانبين الى أيلول 2021. وكان من المتوقع أن تعقد جلسة خامسة في آذار، الا أن تقارير صحافية تحدثت في حينه عن قرار إيراني ب"تعليق" المشاركة في الحوار بعد إعدام السعودية لعشرات الأشخاص بينهم أفراد من الأقلية الشيعية السعودية، علماً بأن الإعلام الرسمي في طهران اكتفى وقتها بالقول إنه لم يتم تحديد أي موعد لجلسة جديدة.
وقطعت السعودية علاقاتها مع إيران في كانون الثاني2016، بعد تعرض سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد، لاعتداءات من قبل محتجين على إعدام الرياض رجل الدين السعودي الشيعي المعارض نمر النمر.
وبدأت جلسات الحوار بين البلدين في نيسان 2021، بتسهيل من رئيس الوزراء العراقي مصصطفى الكاظمي الذي تربطه علاقات جيدة بالجانبين.
كذلك، تبدي السعودية قلقها من نفوذ إيران الإقليمي وتتّهمها ب"التدخّل" في دول عربية مثل سوريا والعراق ولبنان، وتتوجّس من برنامجها النووي وقدراتها الصاروخية.
وكان وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان رحّب في آذار، بتصريحات لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بشأن علاقات الجوار بين المملكة وإيران، معتبراً أنها تظهر "رغبة" الرياض باستئناف علاقاتها الدبلوماسية مع طهران.
كذلك أعرب وزير الخارجية العراقية فؤاد حسين خلال زيارة لطهران منتصف نيسان، عن أمله في أن "نصل الى مراحل أخرى من هذا الحوار، و ننقل الحوار من حوارات مغلقة أو حوارات سرية أو حوارات على المستوى الأمني، الى حوارات ديبلوماسية وحوارات علنية"