الطريق- خاص
تبذل أم أحمد المهجرة من محافظة حماة إلى المناطق الحدودية مع تركيا قصارى جهدها لإعداد موائد أيام شهر رمضان بأقل التكاليف المادية، حيث تمكنت من صنع طبق "كبة الدراويش" بطرق ومكونات مختلفة عن التي تحتاجها تلك الأكلة المعروفة بـ"كبة وشيش برك"، سعياً منها التخفيف عن أشقائها في مصاريف المنزل ومتطلباته.
تتناقل سيدات في الحي ابتكارات الامرأة الأربعينية في الطبخ لا سيما طريقة تحضير "كبة الدراويش" المحشية بالبطاطا ورقائق البصل بدلاً من اللحوم المفرومة، والمعكرونة باللبن عوضاً عن الشيش برك المكونة من العجين المحشي باللحم.
سوء الظروف الاقتصادية وغلاء المعيشية في إدلب، أجبر الأمهات المقيمات والنازحات على تغيير مواد رئيسية في المأكولات الشعبية التي تحتاج تكاليف كبيرة لإتمامها، واستبدالها بمكونات أخرى ذات كلفة أقل.
تقول أم أحمد لـ"الطريق"، إن الكبب بأنواعها كانت تتصدر قائمة المأكولات الرمضانية عند السوريين قبل سنوات من الآن، لكن اليوم لم تعد كذلك، موضحة أن إعداد أي طبق من تلك المأكولات لتقديمه على مائدة الإفطار يحتاج إلى مبلغ مالي كبير لصنعه، وهذا ما دفعها إلى التصفح والبحث في مواقع الإنترنت وقنوات اليوتيوب المهتمة بالطبخ، لإيجاد طرق مختلفة يمكنها خلالها صناعة الكبة اللبنية أو ما يعرف "كبة وشيشبرك" لعائلتها بأقل التكاليف وطعم لذيذ وشهي.
للكبة صنف رئيسي لا يمكن الاستغناء عنه خلال عملية تحضيرها، فمهما كانت طريقة الاعداد والطبخ يجب أن يحضر المكون الأهم من الأكلة وهو "اللحم"، لكن أم أحمد استطاعت أن تستبعدها بشكل كلي من طبقها المبتكر والاعتماد على مواد أقل كلفة. وحول طريقة تحضير الكبة قالت; "المقادير وطريقة التجهيز واحدة لا اختلاف فيها، لكن ما قمت به هو استبدال حشوة اللحم بالبطاطا المبروشة والمحموسة مع رقائق البصل قبل نقلها إلى قدر الزيت الموضوع على النار لإتمام المهمة الأخيرة وهي القلي حتى الطهي".
وتضيف، "أما الشيش برك فقد أزلته مع مكوناته بشكل كلي من المائدة وصنعت المعكرونة المطهوة باللبن عوضاً عنه، فعندما تصنع الكبة اللبنية المقلية يجب أن تتواجد أكلة مصنوعة من اللبن إلى جانبها وتسكبها في قدر متوسط الحجم كي تتشارك الكبة حصتها منه وتتشرب في اللبن الدسم".