خاص-الطريق
لم يكن إعداد وجبة الأرز بالبازلاء مخطط له أن يسير بهذا الشكل، لكن غلاء الأسعار أجبر الحجة هدى على استبدال اللحم والمكسرات المعتادة أن تزين طبقها فيه بالجزر، والاستعانة بقطع من الدهنة لتزكية الطبق المعد للإفطار.
تقول هدى إنه في السابق كانت أطباق الطعام التي تحتاج اللحوم وزينة المكسرات لا تخلوا منها، أما اليوم أصبح من الصعب توفير كل ما يحتاجه المطبخ لصنع طبخة شهية بكافة المقاييس لتقدمها إلى أفراد العائلة.
يسعى قسم كبير من السكان المقيمين في محافظة إدلب، لإيجاد حلول متعددة ومتنوعة أثناء التفكير في طبخة العائلة اليومية، فأحياناً تتوجه إلى السوق لشراء مكونات محددة لتتفاجأ بثمنها المرتفع عن اليوم الذي سبقه بشكل كبير، فتضطر حينها لاستخدام تلك الحلول البديلة التي وجدتها قبل توجهك للسوق.
تحدثنا هدى المهجرة في مدينة إدلب عن تجربتها في إيجاد حلول بديلة لإتمام طبخة الأرز بالبازلاء" بعد أن قررت شراء الجزر وتقطيعه لاستخدامه بدل اللحم والمكسرات في مكونات الطبق الذي تعده لعائلة زوجها وأحفاده الأيتام الخمسة الذين ترعاهم بعد استشهاد والدهم.
توضح الحجة خلال حديثها لـ"الطريق" بأن قراراها كلفها أن تطبخ طبقين من الأكلة بطريقتين مختلفتين لإرضاء الجميع "يعني طنجرة صغيره فيها الرز بالبازلاء مع قطع الجزر المطبوخة بالدهنة، وطنجرة تانية الطبخة الأساسية دون أي مكونات إضافية أخرى" تقول الحجة هدى، على الرغم من ذلك ترى أن القرار الذي اتخذته منذ البداية أوفر من شراء اللحوم.
طريقة التحضير
دخلت الحجة إلى المطبخ وقامت بوضع قدر على النار ثم أضافت قليلاً من السمن والزيت النباتي، ثم حبات البازلاء المفرزة المتوفرة في برادات المحلات التجارية أو اليابسة التي تم تخزينها من الموسم الماضي.
بعد دقائق معدودة من تقلية البازلاء بالسمن والزيت أضافت هدى قطع الجزر التي قامت بشرائها من السوق عوضاً عن اللحم، ثم أخرجت جزء من البازلاء والجزر بعد قليها ووضعتهم جانباً ليتم تزيين الطبق بعد تحضيره.
بعدها سكبت الماء فوق الكمية المتبقية في القدر وأضافت ملح الطعام ومكعبات الدجاج حسب الرغبة، وانتظرت حتى وصلت مرحلة الغليان، ثم أضافت كمية الأرز المنقوع بالماء الفاتر قبل وقت قصير، بعد قرابة عشرين دقيقة من تنفيذ المهمات السابقة، سكبت الحاجة هدى طبقها وزينته بحبات البازلاء وقطع الجزر التي احتفظت فيها لوضعها في مكانها المناسب.
وتعتمد نسبة كبيرة من شرائح المجتمع في محافظة إدلب على تأمين متطلبات منازلهم وتوفيرها بطرق مختلفة وأقل التكاليف بعيداً عن جودتها، نتيجة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية التي يعيشونها منذ سنوات طويلة.