خاص – الطريق
بعد مرور فترة وجيزة على اتفاق قرار وقف إطلاق النار المبرم بين تركيا وروسيا في آذار/ مارس من عام 2020 بخصوص إدلب، بدأت أفرع النظام المخابراتية في محافظات عدة بحملات اعتقالات وإخفاء قسري لعناصر ومتزعمي شبيحة من مليشيا الدفاع الوطني المعروفة بإجرامها ومساندتها لقوات الأسد في المعارك التي دارت مع فصائل الثوار منذ اندلاع الثورة في عموم المناطق السورية.
لحماة النصيب الأكبر
شبيحة محافظة حماة كان لهم النصيب الأكبر من هذه الحملة، حيث شهدت مناطق عدة من المحافظة منذ مطلع العام الجاري حملات دهم طالت أهم القرى والبلدات الموالية للنظام، منها السلمية والسقيلبية وقمحانة وأحياء أخرى في مركز المدينة، واعتقلت الأجهزة الأمنية خلالها عشرات العناصر "الشبيحة" بينهم القيادي مصيبة سلامة وأشخاص من أقاربه وشقيق طلال الدقاق، علماً أن هذه المناطق ذات غالبية مؤيدة وهي الحاضنة الشعبية لنظام الأسد في حماة وكانت تعتبر حصن الدفاع عن المدينة أثناء المعارك الممتدة بين عامي 2012 و 2019.
ما أسباب الاعتقال؟
يرى ناشطون من محافظة حماة أن عمليات الدهم والاعتقال التي طالت مقاتلين من الشبيحة، ووصلت إلى متزعمي ورؤوس في تلك المليشيات، ما هي إلا محاولة من أجهزة المخابرات لطمس حقائق الجرائم والمجازر المرتكبة بحق المدنيين السوريين على مدار أحد عشر عاماً.
كما تم اعتقال المدعو مصيب سلامة، مؤسس ومتزعم مليشيا في مدينة السلمية بأوامر ودعم من شقيقة اللواء أديب سلامة، رئيس فرع المخابرات الجوية بحلب، مطلع شهر آذار / مارس الفائت، وتسليمه لذويه جثة هامدة بعد نصف شهر من اعتقاله. وكشف أن أجهزة المخابرات لا تلاحق هؤلاء الأشخاص لمحاسبتهم على جرائمهم، بل لإخفائهم وإخفاء المعلومات والشهادات التي بحوزتهم حول أفعال وجرائم النظام بحق شعبه، لا سيما المعتقلين منهم الذين ما زالوا في عداد المفقودين.
الجدير بالذكر أن حملة الاعتقالات طالت وأخفت أشخاصاً مقربين جداً من أجهزة المخابرات، ومطلعين على سجل أفعالها الحافل بالجرائم، ففي بلدة قمحانة وأحد أحياء مدينة حماة تم القبض على أكثر من 10 أشخاص بعضهم يتزعم مجموعات تشبيحية. وبحسب معلومات حصل عليها "الطريق" فإن كل من تم اعتقاله في هذه الحملات أصبح بعداد الموتى والمفقودين منذ تاريخ الاعتقال، وحاولت شخصيات وجهات مقربة من النظام متابعة أمرهم والكشف عن أماكنهم لكن دون جدوى، علماً أن بعضهم مر على احتجازه أكثر من 8 أشهر.