الطريق- خاص
تعاني عائلة "أبو سراج" بعد عودتها من مصر إلى مسقط رأسها في مدينة حماة، من ظروف اقتصادية صعبة، كما يؤكد أبو سراج، مضيفاً لـ"الطريق": "بعد أن كنا نتمتع بالمصروف والأمور المعيشية كما يحلو لنا خارج سوريا، صرنا نحسب حساب الليرة يلي عم تنصرف".
عاد أبو سراج برفقة عائلته المؤلفة من خمسة أفراد إلى منزله الكائن في أحد أحياء المدينة؛ ليكمل حياته بجانب أهله، بعد تهجير دام قرابة 8 سنوات خارج البلاد بسبب الحرب، لكن العواقب السلبية التي واجهت العائلة بعد عودتهم "الفوضى والحالة الأمنية وصولاً إلى الأوضاع الاقتصادية والمعيشية" جعلتهم نادمين وأوقعتهم في حسرة كبيرة.
يضيف لـ"الطريق": "أثناء عودتي إلى هذا البلد المنكوب كنتُ أرى أن الأمور تسير كما خططتُ لها، لكنني يوماً بعد يوم أيقنتُ أنها تسير بالاتجاه المعاكس، وبدأت تخرج عن السيطرة رويداً رويداً؛ بعد أن وصلتُ إلى مرحلة العجز في تأمين متطلبات المنزل وخصوصاً في شهر رمضان الذي كانت موائده تمتلئ سابقاً بأشهى وألذ الأطعمة والحلويات، بينما اقتصرت خلال الأيام الخمسة الأولى من الصيام على طبق واحد من الخضار أو الحبوب والنشويات المنكهة باللحم".
ويعاني الأهالي المقيمون في مدينة حماة الخاضعة لسيطرة النظام السوري، من أوضاع معيشية مزرية للغاية في الآونة الأخيرة، حيث أصبح تأمين مستلزمات المنزل اليومية يحتاج إلى مدخول إضافي بسبب تردي أجور اليد العاملة في القطاعين العام والخاص، في حين تشهد المواد الغذائية كاللحوم والخضار وحتى البقوليات ارتفاعاً كبيراً في أسعارها.
ويسعى الشاب ناصر جاهداً إلى تأمين أبسط متطلبات زوجته وابنتيه الاثنتين الصغار، لا سيما متطلبات شهر الصيام، لكن أجره الشهري الذي يتقاضاه مقابل عمله يكاد لا يكفيه لدفع أجرة المنزل المقيم فيه، الأمر الذي يجبره على تجاهل معظم ما تحتاجه زوجته وتشتهيه بناته في هذه الأيام وما سبقها.
تعتمد عائلة ناصر منذ أكثر من عام على أنواع الخضار والمواد الأقل تكلفة، مثل؛ البطاطا والأرز والبرغل والمعكرونة من خلال استخدامها في طبخات متنوعة، على الرغم من ذلك يقول الشاب إن المدخول لا يكفيهم سوى عشرة أيام، عاجزاً عن وصف ما يمر به مع عائلته بقية أيام الشهر.
يضيف الشاب الذي يعمل في معمل لصناعة السكاكر بمرتب شهري وصل مؤخراً إلى 200 ألف ليرة سورية بعد الزيادة: "سعيتُ كثيراً لمغادرة هذه البلاد للعمل وتحسين وضع عائلتي وتعويضهم عما فات منهم، لكن عدم توفر المال كان سبباً رئيسياً في منعي، والآن أنتظر أي فرصة للخروج من هذا المأزق حتى لو كانت تلك الفرصة ستنقلني إلى ليبيا أو أوكرانيا لن أرفضها".
ومع حلول شهر رمضان للعام الحالي سجلت أسعار اللحوم والخضروات أرقاماً قياسية في أسواق مدينة حماة، حيث وصل كيلو اللحم الأحمر إلى 35 ألفَ ليرة سورية والأبيض إلى 15 ألفاً، وسجل كيلو اللبن 3 آلاف ليرة وطبق البيض 13 ألفاً.
كما ارتفع كيلو البندورة إلى 4500 ليرة، والبطاطا لـ 2700، والباذنجان لـ 5000، والخس إلى 1500، والفاصولياء إلى 7000، ما زاد من معاناة المدنيين في ظل تردي الأوضاع المعيشية وقلة فرص العمل وانخفاض متوسط قيمة أجور العمال.