خاص-الطريق
دعا نشطاء وفعاليات مدنية الأهالي والسكان المقيمين في محافظة إدلب ومحيطها، لمقاطعة الخضار والفواكه لمدة ثلاثة أيام متتالية؛ في محاولة منهم لكسر الأسعار التي أصبحت شبحاً يطارد الأهالي وخاصة الطبقة الفقيرة منهم.
وقال أحد الأشخاص القائمين على الحملة لـ"الطريق": إن دعوة المقاطعة جاءت لمحاربة جشع التجار في أسواق الجملة بعد الارتفاع الكبير الذي شمل معظم أنواع الخضار والتي تعتبر أساسية على موائد شهر رمضان، في ظل عزوف العائلات عن اللحم الأبيض والأحمر، بسبب الغلاء الفاحش الذي طرأ عليهما مع حلول الشهر أيضاً.
ونتيجةً لارتفاع أسعار المواد الأساسية، تعتمد آلاف العائلات هذا العام على نوع واحد من المأكولات الشعبية في وجبة الافطار، بعكس السنوات الماضية عندما كانت تمتلئ المائدة بأشكال وأنواع عدة من الأطعمة.
وفي الأيام الثلاثة الفائتة سيطرت حالة من الاستياء والتذمر على شرائح كبيرة من المجتمع النازح والمضيف في إدلب؛ بسبب الارتفاعات المتتالية التي طرأت على المواد الغذائية بشكل عام، والخضار واللحوم التي لا يمكن الاستغناء عنها في موائد رمضان بشكل خاص، وسط مناشدات ومطالبات من الأهالي بتدخل سريع وعاجل من قبل الجهات المسؤولة لضبط الوضع في الأسواق قبل الانفلات وعدم القدرة على ضبطه.
وحول دعوة المقاطعة، يرى أشخاص آخرون التقى معهم "الطريق"، أن هذه الدعوة غير مجدية ولن تحقق أهدافها؛ لأن معظم السكان يعتمدون على الخضار ولا يمكن مقاطعتها من الغالبية كونها أرخص من باقي المأكولات، إضافة لأسباب أخرى أهمها؛ خسارة المزارعين في المناطق المحررة مواسم الخضار الأولية بسبب الصقيع، كذلك أثرت موجات الصقيع على نسبة كبيرة من المواسم في تركيا لا سيما أن المناطق المحررة تعتمد على استيراد بعض أصناف الخضار التركية إلى المنطقة بسبب انحسار الأراضي والمساحات الزراعية في إدلب.
وكان المدير العام للتجارة والتموين في حكومة الإنقاذ التابعة لهيئة تحرير الشام قد قال خلال مؤتمر صحفي: إن طفرة نوعية بالأسعار حدثت مع بداية شهر رمضان بسبب زيادة الطلب عليها، وإن البضائع المنتشرة في الأسواق أغلبها بضائع مستوردة ولا يمكن التحكم بأسعارها نتيجة التضخم العالمي وتأثيره على المناطق المحررة.
وبدورها، تقوم التجارة والتموين بتسيير دوريات في الأسواق لتدقيق الفواتير لدى التجار والاطلاع عليها، لإلزامهم بوضع تسعيرة تناسب التاجر والمستهلك، وفق ما أعلنت مصادر رسمية بحكومة الإنقاذ.