الطريق
كذبت مشاهد صورت عبر الأقمار الاصطناعية وفرتها شركة "ماكسار تكنولوجيز" الأمريكية، الادعاءات الروسية بأن الجثث بلباس مدني التي عُثر عليها في مدينة بوتشا الأوكرانية وضعت بعد انسحاب القوات الروسية.
وتظهر مشاهد "ماكسار" التي تعود إلى منتصف آذار جثثاً عائدة لمدنيين ممددة في أحد شوارع بوتشا أو على جنبات الطريق، واستعاد الجيش الأوكراني قبل أيام قليلة المدينة الواقعة شمال غربي كييف بعدما سيطر عليها الجيش الروسي. وأكدت السلطات الأوكرانية، خلال نهاية الأسبوع الماضي، أنها عثرت في بوتشا على جثث كثيرة بعد انسحاب الروس.
وقالت "ماكسار تكنولوجيز" في بيان نقلته وكالة "فرانس برس": "هذه المشاهد عالية الوضوحية تدعم مقاطع مصورة وصوراً نشرت حديثاً في شبكات التواصل الاجتماعي تظهر وجود جثث ممددة في الشوارع في بوتشا منذ أسابيع".
وفي تحليل لمشاهد مصورة من قرب، لشارع يابلونسكا وفرتها "ماكسار"، كتبت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمركية أن بعضها موجود في الشارع منذ ثلاثة أسابيع على الأقل عندما كانت القوات الروسية مازالت تسيطر على المدينة، بعدما قارنتها مع مشاهد فيديو لجثث منتشرة في الشارع صورت في الأول والثاني من نيسان/أبريل.
والسبت، شاهدت وكالة "فرانس برس" في بوتشا جثث ما لا يقل عن 22 شخصاً يرتدون ملابس مدنية في شوارع المدينة. وكانت إحدى الجثث ممددة قرب دراجة هوائية، وأخرى إلى جانب أكياس تبضّع. وكانت يدا إحدى الجثث موثّقتين خلف الظهر.
من جهته، رفض الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، "بشكل قاطع"، كل هذه الاتهامات، زاعماً أن خبراء في وزارة الدفاع الروسية اكتشفوا دلائل على وجود "فبركة" في المشاهد التي عرضتها السلطات الأوكرانية كأدلّة على ارتكاب الروس مجزرة. وكرر سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، هذا النفي في نيويورك خلال مؤتمر صحافي.
وقال نيبينزيا: "فجأة ظهرت هذه الجثث في الشوارع ممددة يمنة ويسرة، بعضها يتحرك والبعض الآخر تبدو عليه علامات حياة"، مندداً بمسرحية "دبرتها آلة الحرب في الدعاية الأوكرانية". لكن، في المشاهد الملتقطة عبر الأقمار الاصطناعية التي وفرتها ماكسار وتعود إلى 19 و21 آذار/مارس، كانت جثث عديدة منتشرة في شارع يابلونسكا في هذين التاريخين.
وزار الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بوتشا، الإثنين، مندداً بحصول "جرائم حرب" و"إبادة" بعد العثور على عشرات الجثث بلباس مدني في المدينة وفي بلدات قرب العاصمة الأوكرانية. وقال خلال مؤتمر صحافي مرتجل، بعدما مشى في الشارع حيث تنتشر ناقلات جند روسية متضررة وسط المنازل المدمرة: "أنتم هنا ويمكنكم أن تروا ما حصل. نعرف أن آلاف الأشخاص قُتلوا وعُذّبوا أو قطعت أطرافهم واغتصبت نساء وقُتل أطفال".