الطريق
كشف المدير السابق للاستخبارات الأمريكية المركزية "سي أي ايه"، وليام كولبي، في مقال له على صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، عن أن واشنطن مستعدة لإعطاء أنقرة طائرات مقاتلة من طراز "أف35" الأمريكية، مقابل شرط بسيط.
ونوّه وليام كولبي في مقاله، الذي حمل عنوان "الصواريخ التركية الروسية يمكنها الدفاع عن أوكرانيا"، إلى أن إدارة بايدن مستعدة لتسليم تركيا مقاتلات "أف35" الأمريكية، مقابل قيام الأخيرة بإعطاء منظومات "أس400" الدفاعية الروسية الموجودة في مخزونها إلى أوكرانيا.
وأكد أن قيام تركيا بهذه الخطوة، سيجعل واشنطن تفكر بشكل جدي في إعادة أنقرة إلى برنامج مقاتلات "أف35"، بعد أن تم استبعادها منه بسبب شرائها لنظام "أس400" الروسي للدفاع الجوي.
وأشار إلى أن إعطاء تركيا منظومة "أس400" الدفاعية الروسية الموجودة في مخزونها إلى أوكرانيا، سيمكن الأخيرة من مواجهة الطائرات الروسية التي قصفت ودمرت العديد من المباني في مختلف المدن الأوكرانية.
وأضاف: "أرى أن هذه الطريقة هي أفضل حل لسد الفجوة الحاصلة بين واشنطن وأنقرة، فإرسال تركيا لصواريخ "أس400" الروسية الموجود بين يديها إلى أوكرانيا سينهي الخلاف بشكل كامل، وسيمكن أوكرانيا من الدفاع عن أراضيها بشكل أفضل".
ولفت الأمريكي إلى أن حصول ذلك سيساهم أيضا، في تحسين العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا، وسيفتح آفاقا جديدة للتعاون بين البلدين في المستقبل.
وشدد على أن حصول أوكرانيا على "أس400"، سيجعلها قادرة على المقاومة والصمود أمام الهيمنة الجوية الروسية، مشيرا إلى أن أوكرانيا تفتقر للوسائل الفعالة القادرة على القضاء على القوة الجوية الروسية.
واهتمت كذلك وسائل إعلام تركية، السبت، بما قالت إنه "عرض أمريكي" لتركيا، لحل الخلافات الناجمة بين البلدين بسبب برنامج المقاتلة "أف35".
وأوضحت صحيفة "يني شفق" التركية، في مقال ترجمته "عربي21"، أن العرض الأخير بخصوص مقاتلات "أف35" الأمريكية "مثير"، مذكرة بأن تركيا طلبت شراء أكثر من 100 نسخة من مقاتلات "أف35" الأمريكية، التي تعد أكثر الطائرات الأمريكية تطورا، ووضعت استثمارات ضخمة بشأن ذلك.
إلا أن واشنطن قامت باستبعاد أنقرة بعد إصرار الأخيرة على إتمام صفقة الصواريخ الروسية "أس400".
وفي وقت سابق، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن بلاده بحاجة للحصول على مزيد من الطائرات والأسلحة لمواجهة الغزو الروسي، منوها إلى أن بلاده تفتقر لأنظمة الدفاع الجوي الفعالة القادرة على صد الغارات الروسية.
وفي هذا الصدد، أفاد المحلل السياسي التركي، إيرهان تايلان، بأن العرض الأمريكي الجديد هو عرض مثير للاهتمام، لكنه محفوف بالمخاطر بالنسبة لأنقرة.
وأشار خلال حديثه لـ "عربي21"، إلى أن قبول أنقرة لهذا العرض الجديد، سيعني وصول العلاقات الروسية التركية إلى أسوأ أحوالها، ما سيعني تأثر الاقتصاد التركي بشكل كبير.
ونوه إلى أن الحكومة التركية لا يمكن أن تقبل هذا العرض، دون التفكير بعواقبه عليها وعلى اقتصادها، الذي يعتمد بشكل كبير على روسيا.
وأضاف: "أرى أن إمكانية قبول الحكومة التركية لهذا العرض شبه معدومة، فتركيا لن تخاطر بعلاقاتها مع روسيا من أجل مقاتلات "أف35"، منوها إلى أن "أنقرة لو كانت تفكر بذلك لكانت تجرأت على فعل ذلك مسبقا".
وأكد أن بلاده تولي اهتماما كبيرا للعلاقة مع روسيا وأوكرانيا على حد سواء، منوها إلى أن "موقف بلاده من الأزمة الأوكرانية الروسية هو الأسلم لها في ظل ظروفها الاقتصادية المتذبذبة".
المصدر: عربي21
