الطريق- أحمد عبد الرحمن
عملت روسيا منذ بدء غزوها أوكرانيا، على تجنيد مقاتلين سوريين منخرطين ضمن مليشيا الدفاع الوطني المنتمية إلى الفيلق الخامس والفرقة 25 العاملة تحت إمرة قواتها المتواجدة في سوريا؛ لزجهم في القتال إلى جانب جيشها الذي تسانده مليشيات متعددة الجنسيات في الحرب ضد أوكرانيا، مقابل مبالغ مالية زهيدة.
مصادر من محافظة حماة أكدت في تصريح لـ"الطريق"، أن متزعمي مليشيا الدفاع الوطني في السقلبية ومحردة بريف حماة ‘‘نابل العبدالله وسيمون الوكيل وبالتنسيق مع ضباط روس في قاعدة حميميم بشكل مباشر’’ جندوا مئات المقاتلين من مدنهم والبلدات المجاورة بغية إرسالهم للقتال في أوكرانيا، بعد إخضاعهم لتدريبات عسكرية مضغوطة داخل الأراضي السورية، وذلك بعقود نصف سنوية تتراوح أجورها من 200 دولار أمريكي إلى 400 دولار شهرياً.
ومنتصف الأسبوع الفائت، شهدت مناطق خاضعة لسيطرة قوات النظام في ريفي إدلب الجنوبي والشرقي، تدريبات ومناورات عسكرية حية بإشراف ضباط وخبراء روس استهدفت المقاتلين المجندين الذين يتم تحضيرهم لإرسالهم إلى أوكرانيا، استخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والثقيلة "بشكل مكثف" على خطوط التماس الفاصلة مع مناطق سيطرة المعارضة خلال التدريب.
كما تلقت مجموعات أخرى تدريبات على الإنزال الجوي عبر المروحيات القتالية الروسية، والتركيز على إصابة الأهداف الجوية أثناء الرمي عبر أسلحة الطائرة جواً "بحسب مرصد عسكري من وحدة الرصد والمتابعة.
ولفت مصدر آخر خلال حديثه مع "الطريق"، إلى أن قاعدة حميميم اشترطت على متزعمي المليشيات أن يكون المقاتلون الذين يودون التعاون مع قواتها من ذوي الخبرة وماهرين في القتال ضمن المدن والأحياء السكنية "يعني بالمختصر الأولوية للأقليات من الطائفة والعلوية والمجرمين يلي عندهم قتل الإنسان أمر عادي وبسيط جداً".
وأضاف، أن من يتم اختياره وقبوله يتوجب عليه دفع مبالغ مالية كـ "حلوان" للأشخاص الموكلين بأمور تسجيل المرتزقة ودراسة أوضاعهم الأمنية قبيل قبولهم للسفر.
الجدير بالذكر أنّ نابل العبدالله، هو الصبي المدلل لدى القوات الروسية في سوريا، حيث عملت منذ دخولها سوريا على تنصيبه وتكليفه بمهام قتالية واسعة في عموم المناطق السورية بعد إمداده بالأسلحة والأموال.
وينحدر العبدالله من السقيلبية بريف حماة، وقد حوَّل مدينته إلى مركز عمليات وتجمع لانطلاق مليشياته نحو المناطق المحررة. كما أنشأ قاعدة عسكرية مجهزة ومدعمة بجميع الأسلحة المتوسطة والثقيلة، لقصف القرى والبلدات المجاورة الخارجة عن سيطرة النظام السوري.
وتحدثت تقارير صحفية غربية في الأيام الأخيرة الماضية، عن قيام روسيا بتجنيد مقاتلين سوريين بغية إرسالهم للقتال في أوكرانيا، حيث كشفت صحيفة وول ستريت جورنال، الإثنين، أن روسيا جندت مرتزقة سوريين من ذوي الخبرة في حرب العصابات والمدن.
وقال مسؤولون أمريكيون: إن موسكو التي بدأت غزو أوكرانيا في 24 شباط/فبراير واجهت مقاومة لم تكن تتوقعها، ما دفعها إلى تجنيد مقاتلين سوريين لاستخدامهم في السيطرة على مناطق حضرية ضمن البلاد.