الطريق _ راوية محمد
أقدمت إيران على إرسال العشرات من أطفال دير الزور وريفها، إلى مدينة كربلاء في العراق؛ بهدف تلقينهم "العلوم الشرعية" الشيعية في الحوزة العلمية هناك.
وأوضحت مراسلة "الطريق" أن أرسال الأطفال جرى بإشراف المركز الثقافي الإيراني وقيادة "كشافة المهدي".
وقال الناشط الإعلامي فواز المرسومي، وهو ناشط في "منظمة العفو الدولية"، إنه منذ سيطرة المليشيات الإيرانية على محافظة دير الزور بعد طرد تنظيم داعش منها، بدأت إيران بمحاولة استدراج الفئات العمرية بين ١٣- ١٨ عاماً، مستغلة حاجة الأهالي للمال وللمساعدات الإنسانية من مواد تموينية وأطعمة، إضافة إلى ضمان عدم تجنيدهم في قوات النظام وللحصول على بطاقات عدم تعرض على الحواجز.
وأضاف في حديث خاص لـ"الطريق"، أن المليشيات حرصت على استمالة عشائر المنطقة وخاصة قبيلة "البكارة" من خلال شيخها نواف راغب البشير الذي زار إيران عام ٢٠١٧، وعشيرة "المشاهدة".
وأشار المرسومي إلى أنَّ كشافة المهدي التي مقرها السيدة زينب في دمشق، ظهرت في محافظة دير الزور بشكل رسمي في العام ٢٠١٩ بعد أن كانت تعمل بشكل سري في المحافظة لمدة ٣ سنوات بالخفاء، مؤكداً أنها استهدفت المدارس الحكومية وخاصة الإعدادية والثانوية؛ من خلال زيارات إلى المدارس بالتعاون مع قيادات بالحرس الثوري الإيراني والمركز الثقافي الإيراني.
وعن المراكز التي تم اعتمادها في دير الزور لتجنيد الأطفال، بينت المصادر أن المراكز هي: مركز "النور الساطع" في مدينة الميادين، ويوجد فيه حوالي ٢٥٠ طفلاً من الميادين وريفها، ومركز "الشدوحي" في مدينة الميادين ويضم ٧٠ طفلاً ، ومركز "البصيرة" على أطراف مدينة الميادين على طريق قلعة الرحبة، وهذا المركز مخصص للتدريب البدني وفنون القتال والرياضة، ومركز "النصر" في حي الصناعة في محافظة دير الزور، وهو مركز تدريب قتالي لتأهيل الأطفال في خوض المعارك والتدريب على استخدام الأسلحة؛ ليتم إرسالهم إلى جبهات القتال في البادية أو الحواجز أو المقرات، ومدرسة "المعري" في البوكمال حيث يتم من خلالها تدريب الأطفال على فنون القتال بعد إعطائهم دروساً دينية وعقائدية، ومركز "حطلة" وهو مركز يشرف عليه عضو مجلس الشعب محمد أمين الرجا الذي استقطب عدداً من أهالي حطلة ونسَّبهم إلى صفوف "حزب الله" السوري، و"لواء فاطميون".
الناشط الإعلامي، مهران الفراتي أكد لـ"الطريق" أنَّ إيران من ثمانينيات القرن الماضي بدأت بمخطط تشييع السكان في دير الزور، من خلال "مؤسسة المرتضى" التي كانت وظيفتها إنشاء حسينيات في أنحاء سورية كافة، إلا أنَّ مقاومة شيوخ العشائر السُّنَّة حدَّت من مساعي إيران التبشيرية، وعاد النظام وسمح لرجال الدين الشيعة الممولين من إيران بالتبشير قرب مدينة ديرالزور في قرى البصيرة وحطلة وجديد بكارة.
وأشار الفراتي إلى أنه بعد اندلاع الثورة غادر عدد كبير من المتشيعين من محافظة ديرالزور إلى مناطق سيطرة النظام، وعند استعادة النظام زمام السيطرة على المحافظة بعد انتهاء تنظيم الدولة، اعتمد النظام على شيوخ العشائر الذين جندتهم إيران لإنشاء قوة عسكرية بهدف الحصول على دعم العشائر، وأنشأت مليشيات من بينها "لواء الباقر" الذي كان له دور في عمليات السيطرة على دير الزور.
وأضاف الناشط أنه بعد إحكام سيطرة إيران على محافظة دير الزور، انتشر التشيع في عموم المحافظة من خلال مساعي ما يُعرَف بـ"المركز الثقافي الإيراني".