الطريق
اقترحت قطر رسمياً على الأطراف المتحاربة في أفغانستان الموافقة على وساطة طرف ثالث لدفع مفاوضات السلام المتوقفة إلى الأمام، والتوصل إلى ترتيب لتقاسم السلطة قبل أن تكمل القوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة خروجها من البلاد بحلول الموعد النهائي في 11 أيلول، وفقا لموقع "صوت أميركا".
وقال المبعوث القطري الخاص لمكافحة الإرهاب والوساطة في حل النزاعات، مطلق بن ماجد القحطاني، إن حكومته شاركت اقتراح الوساطة الأسبوع الماضي، مع ممثلي الحكومة الأفغانية وحركة طالبان.
ويأتي هذا الاقتراح قبل اجتماع الجمعة الحاسم بين الرئيس الأميركي جو بايدن، والرئيس الأفغاني أشرف غني، ورئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية للبلاد، عبد الله عبد الله، في البيت الأبيض. وتوقع بايدن أن يشجع جميع الأطراف الأفغانية على التفاوض "بشكل هادف" لإنهاء الصراع الطويل في بلادهم.
منذ أيلول الماضي، تجري الأطراف المتحاربة مفاوضات سلام، لكن العملية لم تحرز أي تقدم ملموس، وألقى كل فريق باللوم على الآخر في هذا المأزق.
وقال القحطاني إن المفاوضين الأفغان يحتاجون إلى وساطة رسمية. وأشار إلى أن آراء الوسيط وقراراته ومقترحاته لن تكون ملزمة للأطراف الأفغانية، لكنه لم يذكر الجهة التي ستجري الوساطة المقترحة.
وشدد المسؤول القطري على أنه يجب أن يكون "وسيطًا محايدًا يتفهم الحساسية الثقافية للصراع" لمساعدة الأطراف الأفغانية على التوصل إلى تسوية سلمية "تتماشى تمامًا مع القانون الدولي".
الدوحة، التي تضم المكتب السياسي لطالبان الأفغان، كانت بمثابة مكان لمفاوضات واشنطن مع طالبان، التي أسفرت عن اتفاق انسحاب القوات التاريخي في فبراير 2020، ومهدت الطريق للولايات المتحدة لإنهاء ما يقرب من عقدين من التدخل العسكري في أفغانستان.
طريق مسدود بين الأفغان
وأوضح القحطاني أن الجمود في المحادثات بين الأفغان ينبع في المقام الأول من الخلافات الرئيسية حول كيفية حكم أفغانستان بعد انسحاب القوات الأجنبية.
وترفض حركة طالبان حكومة غني باعتبارها كيانًا غير شرعي، وتطالب بـ"نظام إسلامي" جديد للحكم في كابل. وتؤكد الحكومة الأفغانية أن البلاد تدار بموجب دستور إسلامي وأن أي انتقال يجب أن يتماشى مع القوانين الحالية.
وقال المتحدث باسم طالبان سهيل شاهين لموقع "صوت أمريكا": "أؤكد أننا تلقينا عرضًا من وزارة الخارجية القطرية حول دور قطر كوسيط". وتابع "هذا الآن قيد المناقشة في فريق مفاوضاتنا وسنرسل لهم ردنا بعد فترة وجيزة من مداولاتنا".
قامت طالبان بتوسيع منطقة سيطرتها بشكل كبير منذ أن بدأ انسحاب الجيش الأجنبي رسميًا في الأول من مايو، وسيطرت على عشرات المناطق. وقدرت الأمم المتحدة يوم الثلاثاء، أن أكثر من 50 منطقة أفغانية سقطت في أيدي الحركة منذ بداية مايو.
كما صعدت قوات الأمن الأفغانية هجماتها المضادة وأسفر القتال الذي أعقب ذلك عن مقتل مئات المقاتلين من الجانبين. وأثارت أعمال العنف مخاوف من أن انسحاب القوات الدولية دون اتفاق سلام قد يغرق أفغانستان في جولة أخرى من الحرب الأهلية الدموية والفوضى.
لكن رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، مارك ميلي، قلل يوم الأربعاء، من أهمية المكاسب الأخيرة التي حققتها طالبان، قائلا إن معظم مراكز المقاطعات التي تسيطر عليها طالبان قد تم الاستيلاء عليها قبل أن تبدأ القوات الأميركية في الانسحاب.
ترجمة: الحرة