خاص- الطريق
أعلنت الكوادر التدريسية العاملة في المدارس التابعة لمديرية التربية والتعليم في حماة الحرة إضرباً مفتوحاً عن متابعة العملية التربوية والتعليمية، احتجاجاً على عملهم التطوعي المستمر منذ أكثر من ثلاثة أعوام.
وأوضحت ضمن بيان نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي، بأن الإضراب مستمر حتى تنفيذ مطالبهم وإيجاد حلول تعيد لهم جزءاً من حقوقهم.
ويقول المدرس ببلدة أرمناز غربي مدينة إدلب حسين هشوم، و الذي شغل منصب بالمديرية في وقت سابق لـ "الطريق"، إن قرابة مئة معلم ومعلمة يعملون ضمن 25 مدرسة أعلنوا تعليق عملهم التطوعي بعد انتهاء الامتحانات النصفية نتيجة تردي أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية.
وأشار إلى أن المعلمين لم يتلقوا رواتب أو منحاً مالية منذ أكثر من ثلاث سنوات، يعني وكأنّ المعلمين جهة إنتاجية تعطي ولا تأخذ، وليسوا بحاجة إلى مصاريف لتأمين متطلبات الحياة!
وأوضح هشوم خلال حديثه بأن طلاب تربية حماة يعانون من ظروف مادية واجتماعية مأساوية منذ تهجيرهم من قراهم ومدنهم، وسط تهميش للعملية التعليمية بجميع مراحلها وخصوصاً المرحلة الإعدادية والثانوية من قبل الجهات والمنظمات المهتمة بالتعليم، وهذا كان سبباً آخر لدفعهم بالإعلان عن إضراب عام ومفتوح حتى إيجاد حلول تناسبهم من قبل الجهات المسؤولة والداعمة.
وتتبع أكثر من ثلاثين مدرسة منتشرة في أنحاء محافظة إدلب القسم الأكبر منها في الريف الغربي للمدينة إلى تربية حماة الحرة، وتضم المدارس أكثر من 5000 طالب نصفهم في المراحل الدراسية الأولى يتلقون تعليمهم ضمن خيام مهترئة تفتقر لأبسط الأدوات والوسائل التدريسية ناهيك عن المرافق الخدمية، وعدد قليل منها تتشارك الدوام مع مدارس تربية إدلب التي لا تتضمن دوام مسائي.
ويقول الأستاذ مروان أبو أكثم مدير تربية حماة الحرة لـ "الطريق"، إن الواقع التعليمي في المدارس التابعة للمديرية يعاني إهمالاً وتقصيراً من الجهات المهتمة بالتعليم منذ عام 2018 - 2019 عام النكبة الذي شهد موجات النزوح القسري لأهالي أرياف حماة، لافتاً إلى أن المديرية بكوادرها ومدرسيها من المنسيين والمهمشين ويعملون بشكل تطوعي منذ ذاك الوقت.
وأضاف أن مدارسهم المنتشرة في منطقة حارم وما حولها، تفتقر للبنية التحتية من غرف صفية وتجهيزات مدرسية وغير ذلك من المرافق الخدمية، حيث أغلب هذه المدارس مبنية من الخيام المهترئة والبالية، الأمر الذي أدى إلى تسرب أعداد كبيرة من الطلاب، ولفت إلى أن المديرية سعت جاهدة لتأمين وتوفير أدنى مقومات الحياة للمعلمين والطلاب النازحين والمهجرين من خلال التواصل مع الجهات المسؤولة والمهتمة بالشأن التعليمي لكن كل ذلك كان دون جدوى.
ويخشى الكثير من أهالي حماة النازحين أن ينعكس الإضراب سلباً على أبنائهم ويدفعهم نحو التسرب بسبب المدارس التي تفتقر لجميع المستلزمات والإضراب المستمر للمعلمين، لدرجة أن بعضهم يتحدث عن خسارة ما تبقى من جيل كامل مقبل على العلم.
وحذر الأكثم خلال حديثه من انهيار العملية التعليمية في مدارسهم إذا لم تمتد لها يد المساعدة بالسرعة القصوى، "فالمعلم الذي نذر حياته لتقديم عصارة فكره لأبنائنا لديه منزل وأسرة يعيلها وأبناء يحمل مسؤولية تربيتهم وهو لا يطلب أكثر من راتب بسيط يسد رمقه ويحفظ له مكانته في المجتمع".
وتأسست تربية حماة الحرة أواخر عام 2012 في بلدة قلعة المضيق للإشراف على العملية التعليمية في مناطق حماة المحررة التي كان يبلغ عدد طلابها أكثر من 15 ألف طالب، وتأخذ المديرية مقراً لها في بلدة كفرلوسين الحدودية مع تركيا بعد سيطرة قوات النظام على المنطقة.