الطريق- أحمد عبد الرحمن
لم يفكر وليد دلة، المهجر من غوطة دمشق، يوماً بالهجرة خارج سوريا، لكنَّ تفكيره اختلف كلياً بعد سماح الدول المعنية بالشأن السوري بإجراء "مسرحية الانتخابات" وكأنَّ شيئاً لم يكن.
استقر دلة بعد تهجيره من دمشق عام 2018 في إدلب، وكان على يقين أنَّ بُعده عن دمشق وعن منزله لن يدوم طويلاً.
يقول لـ"الطريق": "صارت فكرة الهجرة ملحَّة للبحث عن وطن آمن بعيداً عن حكم الأسد، لي ولعائلتي".
ومثل دلة يسعى عادل الأحمد، وهو مهجر من مدينة حماة ومقيم في مدينة إدلب، للسفر خارج البلاد.
والأحمد واحد من آلاف السوريين الذين يسعون ويبحثون عن طريق للهجرة خارج البلاد، رغم التكلفة والمخاطر المرافقة للرحلة، ويشير بقلق إلى الحادثة التي جرت قبل أيام، عندما توفي 17 سورياً معظمهم من محافظة درعا غرقاً في مياه البحر الأبيض المتوسط قبالة سواحل ليبيا، أثناء محاولتهم الوصول إلى إيطاليا.
تخرج الأحمد في "المعهد التقاني للعلوم المالية والإدارية" في جامعة إدلب، وانتظر عاماً ونصف العام بعد تخرجه على أمل أن يحصل على فرصة عمل مناسبة له، لكنه فشل في الحصول على أي فرصة عمل بعد تقدمه للعديد من طلبات التوظيف.
ولا تقتصر الرغبة في الهجرة على سكان الشمال السوري، إذ أكد أحد سماسرة التهريب لـ"الطريق" أنَّ فكرة الهجرة لم تعد تقتصر على سكان المناطق المحررة فقط، وإنما يدخل لمناطق شمال حلب بشكل شبه يومي ما لا يقل عن 50 شخصاً مدنياً بينهم عائلات بأكملها، من مناطق سيطرة النظام بغرض العبور إلى تركيا ودول أوروبا.
وعن تكلفة التهريب نحو تركيا، ذكر أنَّ الفرد الواحد يدفع ما لا يقل عن 1500 دولار أمريكي للوصول إلى تركيا فقط، مشيراً إلى الارتفاع الملحوظ في أعداد المهاجرين بعد مسرحية الانتخابات الأخيرة، وقال: "السبب الرئيسي لذلك، هو نسبة البطالة العالية وتدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي في البلاد".
وتقدِّر المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، أعداد اللاجئين السوريين بنحو7 ملايين لاجئ، يتوزعون على دول الجوار السوري وأوروبا وأمريكا، وغيرها من دول اللجوء.