الطريق
أكدت مصادر دبلوماسية مصرية أن القاهرة تلقت أخيراً موقفاً سعودياً رافضاً لمسألة عودة النظام السوري لمقعدها في جامعة الدول العربية خلال الفترة المقبلة، قبيل انعقاد القمة العربية في الجزائر في آذار المقبل.
وقالت المصادر، لـموقع "العربي الجديد"، إن مشاورات مصرية سعودية جرت خلال أعمال لجنة المتابعة والتشاور السياسي بين الدولتين، في القاهرة، منتصف كانون الأول الحالي، بشأن دعم جهود إعادة سوريا إلى الجامعة العربية، وهو ما تمسكت الرياض برفضه في الوقت الراهن، على الرغم من محاولات حثيثة من جانب القاهرة لإقناع القيادة السعودية بتغيير مواقفها من النظام السوري.
وبحسب المصادر، فإن الموقف السعودي جاء بدعوى عدم تقديم رئيس النظام السوري، بشار الأسد، أي إشارات بشأن تغييرات حقيقية متعلقة بقضايا جوهرية تمس السعودية وأمن منطقة الخليج.
وكشف أحد المصادر، عن أن الموقف السعودي بشأن سوريا وعودتها للجامعة العربية، يرتبط بشكل وثيق بالموقف الأمريكي في هذا الصدد، والذي يتضمن رؤية كاملة للتعامل مع ملف سوريا، بحيث تكون عودتها للجامعة، خطوة ضمن خطوات أخرى متعلقة بحل دولي للأزمة السورية.
وقال المصدر إن "السعودية ترى أنه من دون ضمانات واضحة من جانب النظام السوري، ستكون خطوة عودة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية، بمثابة منح إيران مقعداً داخل الجامعة، وهو الأمر المستحيل في ظل حالة التهديد الذي تمثله طهران لمنطقة الخليج بالكامل".
في مقابل ذلك، ترى القاهرة بحسب مصدر دبلوماسي آخر، أنّ "عدم عودة سوريا للحضن العربي، سيجعلها فريسة سهلة خاضعة لإملاءات أطراف أخرى تمثّل إزعاجاً للقوى العربية".
وأوضح المصدر أن "الصراع الأمريكي الروسي بشأن الملف السوري، لا يمكن فصله بشكل ما عن صراع الإرادات والرؤى العربية بشأن إعادة سوريا للجامعة"، مؤكداً أن "تضارب الرؤى والتحالفات بين الأطراف العربية هو ما يعطل تلك الخطوة".
وأضاف المصدر أن "القوى العربية التي تدفع نحو عودة دمشق، تُخضع ذلك لمعادلات سياسية دولية وإقليمية ضمن رؤية مرتبطة بقضايا ذات تأثير داخلي عليها، والعكس صحيح بشأن من يرفضون".