الطريق- أحمد عبد الرحمن
تتعرض محافظة إدلب المكتظة بمخيمات النازحين شمال غربي سوريا لعاصفة مطرية منذ يومين، تسببت بتضرر عشرات المخيمات والتجمعات العشوائية المنتشرة في المنطقة.
وقال "أحمد الفياض" مدير مخيم الفرن في بلدة كفريحمول شمالي مدينة إدلب لـ"الطريق"، إن أمطاراً غزيرة مصحوبة بتيارات هوائية تتعرض لها المنطقة منذ مساء الأحد، أدت لإلحاق الضرر بـأكثر من 35 في المئة من الخيام بشكل كامل، بينما تضررت الـ 65 المتبقية بشكل جزئي كونها مبنية على أرض ذات تربة حمراء.
وأضاف، أن عدداً من العوائل المتضررة غادرت خيامها إلى أماكن أُخرى بحثاً عن مأوى لأطفالهم من البرد والمطر حتى تتوقف العاصفة وتتم إعادة تأهيل خيامهم أو استبدالها.
وأشار الفياض إلى أن معظم العائلات في المخيم والبالغ عددهم قرابة 200 عائلة مهجرة من الريف الشرقي لمحافظتي حماة وإدلب تعاني من انقطاع مياه الشرب منذ دخول العاصفة بسبب تشكل المستنقعات والطين الذي منع السيارات والصهاريج من دخول المخيم لتزويدهم بالمياه.
وأظهرت تسجيلات مصورة بثها مدراء المخيمات المتضررة على منصات التواصل الاجتماعي، سيولاً ومستنقعات مائية شكلتها الأمطار تسببت بتدفق المياه إلى داخل خيام النازحين وإتلاف ما تحويه من عفش ومؤونة، إضافةً لقطع كافة الطرق الفرعية والرئيسية المؤدية إلى بعض المخيمات، ما دفع منظمة الدفاع المدني وفرق متطوعة من المدنيين للتدخل العاجل لتفادي المخاطر.
وأفادت دلال رحمون المقيمة بمخيم الشبوط في بلدة كفربني بريف إدلب، بأن العاصفة مزقت عازل غرفتها المبنية من البلوك والذي تستعمله كسقف مستعار يؤمن حياتها وحياة أطفالها الثلاثة من الأمطار، مما اضطرها إلى ترقيعه بمساعدة من الجيران بشكلٍ سريع وعاجل.
وطالبت رحمون المنظمات الإنسانية والجمعيات وحكومة الإنقاذ وكل من هو مقتدر، بالتدخل العاجل بمد يد العون وتقديم مواد التدفئة والمساعدات للمهجرين الذين أجبرهم نظام الأسد على ترك بلداتهم ومنازلهم، في ظل هذه الأوضاع الكارثية التي تمر على معظم السكان وخصوصاً النازحين في المخيمات الغير مدعومة.
وكان فريق "منسقو استجابة سوريا" قد ناشد كافة الجهات الفاعلة في الشأن الانساني من خلال بيان نشره عبر معرفاته الرسمية، بتنسيق الجهود وعقلنتها ووضع قاعدة بيانات المتضررين على مستوى المنطقة، والبحث عن آلية سريعة لتعويض الأضرار بشكل عام، وتأمين الاحتياجات اللازمة للنازحين وتوفير الخدمات لهم، بالإضافة للعمل على إيجاد حلول جذرية تنهي تلك المعاناة.
ولفت الفريق إلى أن المنطقة لم تشهد أي استجابة فعلية من قبل المنظمات الإنسانية بشكل يخفف من الكارثة الإنسانية ضمن مخيمات النازحين في شمال غربي سوريا، رغم المناشدات التي أطلقها في وقتٍ سابق.
ومع بداية فصل الشتاء من كل عام تتكرر مأساة المهجرين في المخيمات على وجه العموم والعشوائية منها بالخصوص، دون البحث عن حلول فعلية من الجهات المعنية للتخفيف من وطأة الأضرار التي تسببها العواصف والأمطار.