خاص – الطريق
تستعد المؤسسة العامة للاتصالات التابعة لحكومة الإنقاذ المحسوبة على هيئة تحرير الشام، لطرح لائحة أسعار جديدة للإنترنت الضوئي ضمن مناطق نفوذها في محافظة إدلب.
ويقول أحد أصحاب شبكات ريف العاصي للإنترنت، والتي تغطي مدينة سلقين ومخيمات النازحين على الحدود السورية التركية، إنه تلقى لائحة أسعار جديدة من الشركات العاملة في المنطقة والتابعة لحكومة الإنقاذ، للعمل بها اعتباراً من الشهر القادم، حيث تضمنت اللائحة ارتفاع أسعار باقات الإنترنت بشكل جنوني وغير مقبول..
وشملت اللائحة زيادة على كل سرعة للخط المفتوح بمقدار 3 إلى 4 دولارات أمريكية، وأوضح الشاب الذي فضل عدم ذكر اسمه لدواعٍ أمنية، أنّ المسؤول الأول عن مقترح زيادة الأسعار هم أصحاب الشبكات الواسعة في المنطقة، إذ قرروا فيما بينهم وضع تسعيرة جديدة للإنترنت وأطلعوا عليها المؤسسة العامة للاتصالات، قبل إرسالها لأصحاب الأبراج الفرعية الموزعة خدمة الإنترنت للسكان، مع تهديد بالمخالفة لمن يرفض العمل بها، مُشيراً إلى أن هذا القرار لم يصدر بشكل رسمي من الجهات المعنية بالاتصالات.
واعتبر المصدر أن هيئة تحرير الشام والمتعاملين معها، يريدون كسب مرابح مضاعفة على حساب السكان في المناطق المحررة، دون مراعاة أوضاعهم المادية المتدنية، في وقت نشهد فيه انهيارات متتالية بالأوضاع المعيشية.
بينما أفاد المدير التنفيذي لشبكة البرنس نت التي تغطي أجزاء واسعة من مناطق ريف إدلب الغربي لـ"الطريق"، بأنّ فروقات أسعار الباقات والسرعات التي ستترتب على المستهلكين، اعتباراً من اليوم، سببها الأول والرئيسي هو هبوط الليرة التركية مقابل الدولار الأمريكي.
ونوه إلى أن الأسعار مثبتة بالدولار منذ بدء التداول بالليرة التركية، ولم تتم الزيادة عليها منذ تثبيتها، موضحاً أن من كان يدفع مبلغ 55 ليرة تركية على الباقة المفتوحة سرعة 2 ميغا خلال الشهور الماضية، سيدفع اليوم 90 ليرة أي ما يعادل 7 دولارات بكلتا الحالتين، على حد قوله.
وأضاف أنّ عدداً من أصحاب الشبكات المنتشرة في المنطقة سعوا جاهدين خلال الفترة السابقة، لتثبيت الأسعار عند المزود الرئيسي التابع لتحرير الشام بالليرة التركية، إلا أنّ المقترح رُفِض وتمَّ استبعاده لأسباب عدة؛ منها أنّ الشركات التركية لم تقبل بذلك، وأن جميع قطع غيار الأبراج الناشرة لدى المتعاقدين مع المؤسسة ثمنها بالدولار، وفق زعمها.
وعلى الرغم من تدخل هيئة تحرير الشام بالإنترنت والاتصالات وفرضها نسبة من المرابح بما يتناسب معها، إلى أن الأسعار تتفاوت بين منطقة وأُخرى بشكل كبير، وذلك بسبب وجود شركات ما زالت حتى اليوم تتزود بالإنترنت من تركيا مباشرةً، بحسب شهاداتٍ متعددة جمعها "الطريق" من مصادر عدة.
وفي نهاية عام 2019 أعلنت هيئة تحرير الشام عن توقيع عقد مع شركة تحمل اسم "SYR CONNECT"
نص مضمونه على تصدير الشركة بأنها المزود الرئيسي لخدمة الإنترنت عبر شركات تلكوم وتركسل التركيتين، وبدأت بسحب كابلات أرضية لتغطية جميع المناطق المحررة بالإنترنت، وذلك بهدف هيمنتها على قطاع الاتصالات وإجبار جميع من يعمل بالمصلحة بالتعامل مع مؤسستها، وقطع علاقته المباشرة بتركيا..