خاص - الطريق
عقد مجلس الشورى العام في محافظة إدلب أمس، جلسة طارئة مع حكومة الإنقاذ وقيادات من إدارة المناطق المحررة، وبحضور قائد هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني، لمناقشة الأوضاع المعيشية الأخيرة التي تشهدها المنطقة، وعلى رأسها غلاء مادة الخبز.
وقال نائب رئيس مجلس الشورى عبدالكريم بركات لوسائل إعلامية تابعة لحكومة الإنقاذ المنبثقة عن الهيئة: إنّ الجلسة الطارئة التي دعى إليها المجلس، جاءت للبحث عن حلول لأزمة الخبز وإيجاد أُخرى عاجلة واستثنائية لصالح السكان في المناطق المحررة، في ظل الأوضاع المعيشية الحرجة التي سببتها الأزمة الاقتصادية، إثر الانخفاض الكبير الذي طرأ على قيمة الليرة التركية مقابل الدولار الأمريكي.
وحول مخرجات الجلسة، صرح البركات أن الحكومة قررت دعم مادة الخبز في بعض الأفران العامة والخاصة طوال مدة الأزمة الاقتصادية، كما دعت الحكومة المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة للتعاون معها، بغية إيجاد حلول سريعة ومناسبة للأزمة التي تشهدها المناطق المحررة.
وتضمنت الحلول التي توصل إليها المعنيون خلال الاجتماع، تقديم دعم مالي بمقدار ثلاثة ملايين دولار لقُرابة الأربعين فرناً من الأفران الحكومية العاملة ضمن مناطق نفوذ حكومة الإنقاذ، من بينها بعض الأفران الخاصة غير المدعومة من قبل المنظمات المحلية، كحل إسعافي، وذلك للحفاظ على تثبيت ثمن ربطة الخبز بقيمة 2.5 ليرة تركية مع زيادة وزنها بمعدل 150 غراماً لترتفع إلى 600 غرام بعد ما كانت 450.
الجدير بالذكر أن أهالي المنطقة اعتبروا قرار تقديم الدعم لعدد محدود من الأفران لم يرقَ إلى المستوى الذي يجب أن يكون عليه، ولن يغير من الواقع شيئاً، وربما يزيد الأزمة بسبب الكثافة السكانية في المنطقة، والتي ستخلف تجمعات هائلة ضمن طوابير بشرية تستمر لساعات طويلة أمام الأفران المدعومة، بهدف الحصول على ربطة خبز مدعومة بوزن 600 غرام، في ظل تدهور الواقع المعيشي في المنطقة بشكلٍ عام، لا سيما الحالة المادية المزرية لدى قسم كبير من النازحين والمقيمين ضمن المخيمات العشوائية.
وخلال الشهرين الماضيين، عملت إدارة المخابز التابعة للحكومة ذاتها، على تخفيض وزن ربطة الخبز بشكل متكرر حتى أوصلت الربطة إلى أقل من 450 غرام، وذلك للحفاظ على سعرها بقيمة 2.5 ليرة تركية، علماً أنها كانت منذ مدة قصيرة بوزن واحد كيلو غرام وبالسعر ذاته.
وأطلق ناشطون في محافظة إدلب خلال اليومين الماضيين حملة عبر منصات التواصل الاجتماعي، تحت وسم "إلا الخبز يا حكومة الإنقاذ" للتنديد بارتفاع ثمن ربطة الخبز بشكل متكرر، وللمطالبة بدعم الخبز والمواد الأساسية التي يحتاجها المواطن بشكلٍ يومي، واتخاذ إجراءات تحد من استمرار الأزمة وتحولها إلى مجاعة تهدد الشمال السوري.
في حين طالب آخرون الإنقاذ برفع يدها عن ربطة الخبز وعدم كسب الربح منها، وعدم الهيمنة على نسبة كبيرة من مادة الطحين الذي يدخل مجاناً للمنطقة عبر المنظمات الإنسانية.