الطريق- وكالات
قالت صحيفة “التايمز” في تقرير لمراسلها في الشرق الأوسط، ريتشارد سبنسر، إن أمير الحرب الليبي الذي يسيطر على شرق البلاد يستخدم ورقة التطبيع مع إسرائيل مقابل حصوله على الدعم في الانتخابات القادمة التي قد تنهي الحرب الأهلية.
وتأكدت الشائعات حول المحادثات بين حفتر، قائد القوات التي أطلق عليها الجيش الوطني، والإسرائيليين، عندما هبطت طائرة خاصة تحمل ابنه صدام، والذي شوهد ينزل من طائرة في مطار بن غوريون، قادمة من دبي.
وذكرت الصحافة الإسرائيلية أن صدام حفتر عرض ولأول مرة الاعتراف بإسرائيل لو وفرت لوالده الدعم العسكري والدبلوماسي للوصول إلى السلطة.
وسيكون هذا بمثابة تغيير جذري مدهش لليبيا، حسب الكاتب. ويبلغ حفتر 78 عاما، وكان واحدا من الضباط الشباب الذين دعموا العقيد معمر القذافي في انقلابه ضد الملكية عام 1969 قبل أن ينشق عنه ويذهب إلى الولايات المتحدة في الثمانينات من القرن الماضي، حتى الثورة التي أطاحت بالعقيد في 2011.
وتحول القذافي إلى أهم داعم للمقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل. ومنذ سقوطه ومقتله تفككت ليبيا ودخلت في حرب أهلية، إلا أن الانتخابات المقرر عقدها في 24 كانون الأول/ديسمبر تعتبر أفضل فرصة لإعادة توحيد البلاد، كما ترى الدول الغربية التي أسهمت في التفاوض على وقف إطلاق النار بعد سبعة أعوام من الحرب. ورأى البعض أن حفتر كانت لديه فرصة أفضل للفوز من منافسيه في الغرب الذين تتنافس فصائلهم فيما بينها. لكن رئيس الوزراء الانتقالي عبد الله دبيبة استخدم ثروته الشخصية وعلاقاته السياسية منذ انتخابه بداية هذا العام لتأكيد موقف قيادي لنفسه، هذا إن سمح له في النظام الانتخابي المعقد بالمشاركة.
واعتمد حفتر في أثناء الحرب على القوى الخارجية مثل الإمارات وروسيا وإلى حد ما فرنسا. ولكنه أغضب الرئيس فلاديمير بوتين، ووضعت الجرائم التي ارتكبتها قواته وانتهاكات حقوق الإنسان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في موقف صعب.
وتتعرض الإمارات لضغوط من إدارة الرئيس جو بايدن بسبب دعمها للأنظمة الديكتاتورية في المنطقة، خاصة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي يرغب بتولي حفتر السلطة على حدوده الغربية. ونقل الكاتب عن أنس القماطي، المحلل الليبي، قوله إن محاولة الوصول إلى إسرائيل هي جزء من توسيع حفتر لقاعدة دعمه وسط الضغوط التي يواجها. وقال: “إسرائيل ستغير اللعبة” بالنسبة له “فهو المرشح المثالي لإسرائيل والإمارات. وكلاهما يتفقان على الرؤية الأيديولوجية للمنطقة”.
وقال سبنسر إن بايدن سيجد صعوبة في معارضة حفتر لو قدم منظور اعتراف دولة عربية بإسرائيل إلى جانب الإمارات والسودان والمغرب والبحرين التي وقعت اتفاقيات دبلوماسية وتطبيع العام الماضي.