الطريق
أعربت دول عربية اليوم الجمعة عن استيائها من استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة عقب فشل مجلس الأمن في قبولها، في وقت أعلنت فيه الجزائر نيتها العودة مجددا لتقديم طلب باسم المجموعة العربية بالمجلس لنيلها.
جاء ذلك بحسب بيانات رسمية صادرة عن السعودية ومصر والأردن والجزائر وفلسطين، بعد أن أسقطت الولايات المتحدة مشروع قرار عربي قدمته الجزائر بمجلس الأمن يطالب بمنح فلسطين العضوية الكاملة بالأمم المتحدة.
ورغم تصويت 12 من أعضاء مجلس الأمن، مساء الخميس، لصالح قرار عربي يطالب بمنح فلسطين العضوية الكاملة، وامتناع سويسرا وبريطانيا عن التصويت، كان استخدام واشنطن لسلطة الفيتو ضد مشروع القرار كافيا لإسقاطه.
استياء وأسف
فقد أعربت السعودية -في بيان لوزارة الخارجية- عن أسفها لفشل مجلس الأمن الدولي في قبول العضوية الكاملة لدولة فلسطين بالأمم المتحدة، معتبرة ذلك أنه "يسهم في تكريس استمرار الانتهاكات الإسرائيلية لقواعد القانون الدولي دون رادع، ولن يقرب من السلام المنشود".
وجددت المملكة المطالبة "باضطلاع المجتمع الدولي بمسؤوليته تجاه وقف اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على المدنيين في قطاع غزة ودعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
وأعربت مصر في بيان لوزارة الخارجية عن "أسفها البالغ إثر عجز مجلس الأمن، على خلفية استخدام الولايات المتحدة لحق النقض، عن إصدار قرار يُمكن دولة فلسطين من الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وذلك في توقيت حرج تمر فيه القضية الفلسطينية بمفترق طرق".
واعتبرت أن "إعاقة إقرار حق الشعب الفلسطيني في الاعتراف بدولته لا يتماشى مع المسؤولية القانونية والتاريخية الملقاة على عاتق المجتمع الدولي تجاه إنهاء الاحتلال، والتوصل إلى حل نهائي وعادل للقضية الفلسطينية".
كما أكد الأردن "أسفه الشديد" لفشل تبني قرار بمجلس الأمن الدولي، بقبول فلسطين عضوا كاملا بالأمم المتحدة، بعد الرفض الأميركي.
وقالت الخارجية الأردنية -في بيان لها- إن "المجتمع الدولي يدعم حل الدولتين الذي تقوضه إسرائيل، مما يجعل من الاعتراف بالدولة الفلسطينية واجبا على مجلس الأمن لمنع إسرائيل من الاستمرار في حرمان الشعب الفلسطيني من حقه في الحرية والدولة".
وأكدت أن الأردن "يدعو كل الدول للاعتراف بالدولة الفلسطينية التي لن يتحقق الأمن والسلام في المنطقة من دون تجسدها على خطوط الرابع من يونيو/حزيران للعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
وقد أكدت الجزائر نيتها العودة مجددا لتقديم طلب عربي لنيل فلسطين العضوية الكاملة.
وقال ممثلها الدائم في المنظمة السفير عمار بن جامع -في كلمة بعد الفيتو الأميركي- "سنعود أقوى وأكثر صخبا بدعم من شرعية الجمعية العامة والدعم الأوسع من أعضاء الأمم المتحدة، فإن هذه ليست سوى خطوة أخرى في الرحلة نحو العضوية الكاملة لفلسطين"، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية.
ودعا "أولئك الذين لم يتمكنوا من دعم قبول دولة فلسطين اليوم، أن يفعلوا ذلك في المرة القادمة".