اقتصاد

سوريا: قفزات بأسعار السلع الغذائية في رمضان

الخميس, 14 مارس - 2024

وكالات


قفزت أسعار المنتجات الغذائية في السوق السورية أول أيام شهر رمضان، بالتوازي مع زيادة طفيفة على الطلب وتراجع سعر صرف الليرة مقابل الدولار من 14500 ليرة الأسبوع الماضي إلى نحو 15300 ليرة حاليا.

لكن ارتفاع أسعار الألبان ومشتقاتها كان الأبرز، بحسب ما تكشف مصادر لـ"العربي الجديد" من دمشق، بعد أن زادت الأسعار بأكثر من 20% خلال يومين، ما وضع الأجبان واللبن في خانة الكماليات؛ إذ لا يستطيع أصحاب الدخول الثابتة شراءه، حسب المصادر.

وسجل سعر كيلو الحليب في ثاني أيام رمضان 7200 ليرة سورية، في حين وصل سعر اللبن الزبادي إلى 8500 ليرة، والجبن إلى 70 ألف ليرة سورية. وطاول ارتفاع الأسعار، خلال أيام رمضان الأولى، اللحوم، بحسب مصادر من العاصمة السورية دمشق، ليسجل سعر كيلو الخروف 250 ألف ليرة، في حين بلغ سعر كيلوغرام لحوم العجل نحو 200 ألف ليرة.

ولم يعد لحم الدجاج حلاً لأصحاب الدخول المحدودة في سورية، الذين لا تزيد أجورهم الشهرية عن 270 ألف ليرة شهريا، في حين أن النفقات الشهرية تتعدى 12 مليون ليرة، بعد أن سجل سعر كيلو الدجاج 45 ألف ليرة.

ويرى المهندس الزراعي يحيى تناري، أن تراجع سعر الصرف وزيادة الطلب على مشتقات الألبان واللحوم خلال شهر رمضان، رفع سعرها، ليأتي التصدير كعامل إضافي قلل من العرض في الأسواق.

ويضيف تناري لـ"العربي الجديد" أن أسعار الألبان في سورية محررة؛ حيث إن وزارة التجارة الداخلية لم تعد تصدر تسعيرة لها، كما أن "الجمعية الحرفية لصناعة الألبان والأجبان" محكومة بعرض اللبن المتراجع. ويوضح المتخصص تناري أن زيادة أسعار المنتجات الحيوانية، من لحوم وألبان، تتأثر برفع أسعار الأعلاف، إضافة إلى تراجع القطيع السوري بأكثر من 40% عما كان عليه عام 2011، مشيرا إلى زيادة تهريب خراف العواس السورية المطلوبة في أسواق الدول المجاورة وخاصة الخليج العربي.

وتقدر إحصاءات وزارة الزراعة في حكومة النظام أعداد الثروة الحيوانية في عام 2010، بحوالي 1.01 مليون رأس بقر، و15.5 مليون رأس أغنام، و2.05 مليون رأس ماعز. أما في عام 2016 فقد انخفض عدد الأبقار إلى 883.8 ألف رأس، والأغنام إلى 13.8 مليون رأس، والماعز إلى 1.85 مليون رأس، وفي عام 2022 أصبح عدد رؤوس البقر 852.7 ألف رأس، والأغنام 8.17 ملايين رأس، والماعز 2.02 مليون رأس.

وأمام ارتفاع الأسعار المستمر زادت نسبة السوريين تحت خط الفقر عن 90%، لتأتي متطلبات شهر رمضان لتزيد من عجزهم أمام تلبية احتياجات أسرهم وممارسة طقوس رمضان المعروفة تاريخيا في سورية، كما يقول أستاذ الاقتصاد بجامعة دمشق، شفيق عربش، الذي يؤكد أن الأغلبية العظمى من السوريين أصبحت غير قادرة على القيام بطقوس رمضان الغذائية، وذلك بسبب الارتفاع الكبير للأسعار والظروف الاقتصادية الحالية.

ويضيف الأكاديمي السوري، خلال تصريحات أول من أمس، أن تكاليف وجبة الإفطار لأسرة مكونة من 5 أشخاص تصل إلى 300 ألف ليرة بالحد الأدنى، أي أن ذلك أصبح يكلف شهريا نحو 9 ملايين ليرة، ولكن لا يستطيع المواطن إعداد هذه الوجبة بشكل يومي. وأكد أن مواجهة تكاليف المعيشة خلال شهر رمضان دفعت "الكثير من السوريين إلى بيع بعض مما يمتلكونه من الذهب في حال توفره، للتمكن من تأمين متطلبات موسم الصيام".