الشأن السوري

محليات

دير الزور: النظام ينقل رفات موتى من حديقة "المشتل" إلى مقابر خاصة

الجمعة, 8 مارس - 2024

الطريق


جدد نظام الأسد عبر مجلس محافظة ديرالزور التابع له، عمليات نقل رفات الموتى من حديقة المشتل إلى مقابر خاصة، بحجة أعمال تأهيل للحديقة، علما أن الحديقة تضم جثامين لشهداء بقصف النظام على دير الزور، وفق ما أكدت شبكة شام الإخبارية.

وقالت وسائل إعلام تابعة لنظام الأسد إن دائرة الشؤون الصحية في مجلس مدينة دير الزور قامت "مكتب دفن الموتى" تعمل على نقل رفات الموتى من حديقة المشتل إلى مقابر الخاصة بمجلس مدينة ديرالزور، تمهيداً لإجراء أعمال التأهيل.

ودعا المجلس كافة الأهالي إلى ضرورة نقل جثامين ذويهم من الحديقة، وفي حال تخلف الأهل عن التواجد ستقوم دائرة الصحية بنقل الرفات دون الرجوع إلى الأهل، مع الإشارة إلى أن نقل القبور من الحديقة على نفقة مجلس مدينة دير الزور شرقي سوريا.

واضطر الكثير من سكان مدينة ديرالزور، إلى دفن جثث ذويهم داخل حديقة المشتل، خلال فترة خروج المدينة عن سيطرة النظام، نتيجة القصف الشديد وسيطرة قوات النظام على الطريق الواصل إلى المقبرة.

وأشارت مصادر إعلاميّة بالمنطقة الشرقية إلى أنه ورغم سيطرة النظام على المدينة أواخر عام 2017، بقيت العديد من القبور داخل حديقة المشتل، لعدم وجود أحد من ذوي المتوفين لنقل رفاته إلى المقابر، قبل قرار النظام بإزالتها منذ 2019 وحدد مهلة 6 أشهر.

وتعد حديقة المشتل الواقعة في شارع التكايا وسط مدينة دير الزور، من أقدم حدائق المدينة، والتي تبلغ مساحتها حوالي 2000 متر مربع، وتحولت إلى مقبرة تحوي أكثر من 200 جثمان، أغلبهم شهداء مدنيين ومن الجيش الحر، وكرر نظام الأسد إنذار الأهالي لنقل الجثث.

وفي شباط/ فبراير 2021 نقل تلفزيون موالي عن "مجلس مدينة حلب" التابع للنظام إعلانه عن قرار يقضي بنقل رفات القبور الموجودة في حديقة حي "صلاح الدين" في حلب، والتي تضم عدد من الشهداء ممن قضوا بقصف قوات الأسد.

وحدد المجلس مطلع شهر آذار/ مارس من ذلك العام موعداً لقيام السكان الذين لديهم أبناء أو أقارب مدفونين في قبور الحديقة التواجد لنقل رفات ذويهم، وفق نص القرار، وأشار إلى أن في حال السكان ستقوم دائرة الدفن بنقل الرفات دون الرجوع إلى الأهل، وفق تهديد يكرره النظام في بياناته الصادرة بهذا الشأن.

وذكر أن عملية نقل القبور من الحديقة ستتم إلى المقبرة الإسلامية الحديثة أو مقابر عائلة أصحاب القبور، وسبق أن أنذر النظام ذوي الشهداء في الحدائق بإخلائها في عدة مناطق.

وكانت تحولت حديقة صلاح الدين بمدينة حلب إلى مقبرة للشهداء وسبق أن طالها قصف النظام بالبراميل المتفجرة، ولجأ إليها الأهالي بعد تعذر الدفن بمقابر المدينة نظرا للقصف والاستهداف المباشر للمدنيين.

هذا وشهدت محافظة حلب كغيرها من المدن والبلدات السورية التي شهدت عمليات عسكرية للنظام، نبش قبور مئات الشهداء والموتى الذين دفنوا في مقابر المدينة ونقلهم لجهةمجهولة.

وشملت عمليات النبش في حلب بوقت سابق "المقبرة الإسلامية بالقرب من حي هنانو، ومقبرة حي كرم الجبل، ومقبرتي حيي الشعار والصالحين" في محافظة حلب شمالي سوريا.

هذا و يعود إلى الأذهان شهادات المدنيين بأنّ عصابات الأسد نبشت قبور الشهداء في عدة محافظات سابقاً، منها مقبرة شهداء الكيماوي في الغوطة الشرقية والتي راح ضحيتها مئات الشهداء معظمهم من الأطفال والنساء.

وتجدر الإشارة إلى أن لنظام الأسد وميليشياته سجل واسع في نبش قبور الشهداء وتصاعد ذلك بشكل ملحوظ خلال اجتياحه العسكري لعدة مناطق بأرياف إدلب وحلب، لتضاف إلى انتهاكاته المتواصلة بحق الشعب السوري الذي قتل وجرح وهجر الملايين منه، ليستبيح النظام مقابر الشهداء إمعاناً في الإجرام بعد أن منع دفنهم في المقابر بوقت سابق.