الطريق
كشفت وكالة "رويترز"، اليوم الأربعاء، تفاصيل رد حركة "حماس" الفلسطينية على مقترح صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل، مشيرة إلى أنها اطلعت على مسودة وثيقة قدمتها حماس للوسطاء المصريين والقطريين.
وقالت "رويترز"، إن مسودة وثيقة تضمنت اقتراح "حماس" خطة لوقف إطلاق النار مع إسرائيل من ثلاث مراحل، وكل مرحلة تمتد إلى 45 يوماً، أي أربعة شهور ونصف الشهر، وانسحاب كامل للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة.
في حين، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن من بين مطالب "حماس" إطلاق سراح 1500 سجين فلسطيني قسم كبير منهم محكوم مؤبد.
وتتضمن الخطة تبادل للأسرى وضمان الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة وتبادل الجثث والرفات وإعادة إعمار القطاع.
وفقاً للمسودة، فإن "حماس" اقترحت في ردها على جهود الوساطة لوقف إطلاق النار:
مرحلة أولى مدتها 45 يوما لتبادل الأسرى والإفراج عن بعض الرهائن الإسرائيليين من غير العسكريين وتسليم المساعدات الإنسانية للقطاع.
تتضمن هذه المرحلة إطلاق سراح جميع النساء الإسرائيليات المختطفات، وكذلك الشباب الذين تقل أعمارهم عن 19 عاماً، وكذلك البالغين والمرضى المحتجزين، مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين. النساء والفتيان من السجون الإسرائيلية، بحسب "يديعوت أحرونوت".
وتسمح المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة بإعادة بناء المستشفيات ومخيمات اللجوء بغزة وانسحاب القوات البرية الإسرائيلية من المناطق السكنية.
كما تتضمن المرحلة الأولى إجراء محادثات غير مباشرة مع إسرائيل لإنهاء العمليات العسكرية واستعادة الهدوء التام.
في المرحلة الثانية، التي اقترحتها "حماس"، يتم فيها إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين مقابل عدد معين من السجناء الفلسطينيين وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من غزة.
في وقت سابق اليوم، كانت حركة "حماس" أعلنت تسليم ردها حول اتفاق تهدئة محتمل في قطاع غزة إلى كل من مصر وقطر، من دون الكشف عن التفاصيل.
يذكر أن باريس استضافت، 28 كانون الثاني/يناير الماضي، اجتماعا بمشاركة إسرائيل والولايات المتحدة ومصر وقطر، للتباحث بشأن صفقة تبادل أسرى ووقف الحرب في غزة، تتم عبر 3 مراحل.
وقالت "حماس"، في بيان، "قامت حركة حماس قبل قليل، بتسليم ردها حول اتفاق الإطار للإخوة في قطر ومصر"، مؤكدة أنها تعاملت "مع المقترح بروح إيجابية بما يضمن وقف إطلاق النار الشامل والتام، وإنهاء العدوان على شعبنا، وبما يضمن الإغاثة والإيواء والإعمار ورفع الحصار عن قطاع غزة، وإنجاز عملية تبادل للأسرى".
بدوره، قال رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في العاصمة الدوحة: "تلقينا رداً من حركة حماس بشأن اتفاق الإطار يتضمن ملاحظات، وهو في مجمله إيجابي".
في غضون ذلك، قال بلينكن إنه سيناقش الاقتراح، اليوم الأربعاء، في إسرائيل، حيث يواجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ضغوطاً من المتشددين ضد التنازلات المتوقعة لصالح حماس، مؤكداً أن رد حماس "تمت مشاركته مع الإسرائيليين بالفعل".
في المقابل، قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية "تلفزيون كان 11"، اليوم الأربعاء، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أعطى ضوءا أخضر لوقف إطلاق النار بغزة خلال الفترات الانتقالية التي تفصل مراحل الصفقة المرتقبة مع حركة "حماس"، من دون إبلاع المجلس الحربي مسبقًا بقراره
من جانبها، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، عن مسؤولين إسرائيليين، لم تسمهم، إن مطالب حماس "فيها اشكاليات لكننا لا نفقد الأمل"، مشيرة إلى أن القيادة السياسية والعسكرية تدرس رد حماس.
وقال المسؤولون الإسرائيليون الذين اطلعوا على اقتراح حماس إنه من وجهة نظر إسرائيل "إشكالي". ووفقا لهم، يتضمن الاقتراح مطلبا بوقف الحرب، وهو ما لا تستطيع إسرائيل قبوله.
وأضافوا "هناك مطلب للإفراج عن 1500 سجين، بينهم سجناء خطيرون. وسيتعين علينا التحقق مما إذا كان هذا موقفا تمهيديا للمفاوضات - ولكن المطالب بصيغتها الحالية لن نتمكن من قبولها".
وقال أحد المصادر: "هناك أمور إشكالية في رد حماس، ويتم دراستها بعمق من قبل كل من الموساد والجيش الإسرائيلي"، وأضاف مستدركاً: "لكننا ما زلنا لا نفقد الأمل".
ومن المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو صباح اليوم بالرئيس الأرجنتيني خافيير ميلاي ومن ثم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لمناقشة رد حماس.
وأشارت "يديعوت أحرونوت" إلى أن بلينكن سيواصل الضغط الأميركي على الحكومة الإسرائيلية لإجراءات مفاوضات بشأن الصفقة المطروحة وعدم إغلاق الباب.
وفقاً للبيانات الإسرائيلية الرسمية، فإن حماس تحتجز 136 رهينة إسرائيلية، 29 قتلوا خلال الحرب على غزة، و4 كانوا محتجزين في غزة قبل هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
في حين تحتجز إسرائيل في سجونها ما لا يقل عن 8800 فلسطيني، بحسب مصادر رسمية من الطرفين.
ومنذ 124 يوماً، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت حتى الثلاثاء، 27.585 قتيلا فلسطينيا و66.978 مصابا، معظمهم أطفال ونساء"، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.