الطريق
دعت الولايات المتحدة الأميركية المجتمع الدولي إلى بذل المزيد من جهود الاستجابة الإنسانية في سوريا، مشيرة إلى أن الزلازل التي ضربت شمالي سوريا وجنوبي تركيا في شباط الماضي "ضاعفت الأزمات التي يواجهها السوريون".
وفي بيان في ذكرى الزلزال، قالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، إن "قلوبنا انفطرت لخسارة الأرواح المروعة، والخسائر الإنسانية التي أعقبتها، وما زالت أفكارنا ترافق الأسر التي فقدت أحبائها في تلك المأساة المروعة"، مؤكدة أن الولايات المتحدة "تساند تركيا في دعمها لجهود الإنعاش طويلة الأمد، وتواصل العمل لمساعدة السوريين المتضررين من الزلزال".
وذكرت غرينفيلد أنها "زارت محافظة هاتاي على الحدود السورية التركية، والتقت بوكالات إنسانية ومنظمات غير حكومية تعمل على إيصال المساعدات التي تمس الحاجة إليها إلى الملايين في شمالي سوريا، الذين كانوا أصلاً نازحين بفعل الحرب المستمرة منذ عقد، وتفاقمت بفعل التبعات المدمرة للزلزال".
وقالت السفيرة الأميركية إن الزلزال "ضاعف الأزمات التي يواجهها السوريون الضعفاء، وعززت التحديات التي تعرقل عمل مقدمي الإغاثة"، مضيفة أن "الوضع الإنساني في المنطقة كان هشاً بفعل الحرب الدائرة في سوريا، وخشية الأسر من العودة إلى مناطقهم".
وأوضحت أن "الوضع الإنسان في سوريا ما زال مزرياً بالقدر نفسه بعد مرور عام"، مشيرة إلى أن النظام السوري منح الأمم المتحدة تمديداً للوصل الإنساني عبر معبر باب الهوى لمدة ستة أشهر، لكنها قالت إن هذه الفترة "ليست كافية، إذ ينبغي إتاحة وصول العاملين الإنسانيين إلى السوريين المحتاجين طالما دعت الحاجة إلى ذلك".
ودعت غرينفيلد النظام السوري إلى "تمديد قدرة الأمم المتحدة على استخدام معبري باب السلام والراعي، اللذين يوفران وصولاً أسرع وأكثر فعالية للسلع الإنسانية والعاملين في المجال الإنساني إلى أجزاء من شمالي حلب".
وأكدت غرينفيلد على ضرورة أن "يواصل المجتمع الدولي العمل لضمان الوصول المستمر للغذاء والمياه والمأوى والمساعدات الإنسانية الحاسمة الأخرى إلى المتواجدين في شمالي سوريا".
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة "بصفتها أكبر جهة مانحة للاستجابة الإنسانية في سوريا"، تدعو كافة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى "بذل المزيد من الجهود وتقديم المزيد"، كما تدعو مجلس الأمن الدولي إلى "الوقوف إلى جانب الشعب السوري فيما يحارب من أجل حرياته الأساسية ومستقبل أكثر عدلاً وسلاماً".
ولفتت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة أن بلادها قدمت أكثر من 242 مليون دولار من المساعدات المنقذة للحياة في مختلف أنحاء سوريا وتركيا عقب الزلزال، مؤكدة التزام الولايات المتحدة بـ "مساندة تركيا في جهود الإنعاش، بما في ذلك من خلال تقديم مليون دولار كتمويل لمشاريع وتبادلات جديدة في مناطق الزلزال".