الطريق
ركز الجيش الإسرائيلي قصفه على خان يونس جنوبي قطاع غزة واستهدف مجمع ناصر الطبي فيها ومركزا للأونروا يؤوي آلاف النازحين سقط فيه عشرات الشهداء، الأمر الذي قابله تنديد أممي واسع و"أسف" أميركي.
وتعرضت مناطق وسط وغرب مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة لقصف مدفعي إسرائيلي عنيف، فيما قالت وزارة الصحة في غزة إن الاحتلال حاصر مستشفيات خان يونس، مشيرة إلى أنه يرتكب "جرائم إبادة" غرب المحافظة.
وأفاد مصدر طبي فلسطيني بأن 50 فلسطينيا استشهدوا وأصيب 120 في قصف إسرائيلي استهدف المناطق الغربية من خان يونس خلال الـ24 ساعة الماضية.
وقال مدير الأونروا في غزة توماس وايت إن مركز التدريب تعرض لقصف من دبابتين، مما تسبب باندلاع حريق فيه.
وفي سياق متصل، نددت الأمم المتحدة أمس الأربعاء بـ"الانتهاك الصارخ" لقوانين الحرب بعد القصف على ملجأ النازحين التابع للأونروا في خان يونس.
واعتبر المفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني أن الملجأ معروف وتمت "مشاركة إحداثياته مع السلطات الإسرائيلية".
وقال لازاريني عبر منصة إكس "مرة أخرى، انتهاك صارخ للقواعد الأساسية للحرب".
بدوره، قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن المنظمة أرسلت فريقا لتقييم الوضع في مركز التدريب التابع للأونروا في خان يونس والذي تم استهدافه أمس الأربعاء، مشيرا إلى أن المركز كان يؤوي عشرات الآلاف من النازحين.
كما أدان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث سلوك إسرائيل في طلبها إخلاء خان يونس جنوب قطاع غزة مع استمرارها بقصف المدينة دون منح الفلسطينيين فرصة للمغادرة.
وقال غريفيث عبر حسابه على إكس اليوم الخميس إن إصدار أوامر إخلاء المدينة المحاصرة وقصفها المستمر دون منح المحاصرين فرصة المغادرة "أمر غير أخلاقي".
بدورها، قالت مقررة الأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان في فلسطين فرانشيسكا ألبانيز "هذه أيضا جريمة دولية خطيرة للغاية بموجب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية".
من جانبه، علق البيت الأبيض على القصف الذي استهدف أمس الأربعاء ملجأ أقامته الأمم المتحدة للنازحين في خان يونس، مكررا موقفه بأن إسرائيل تتحمل "مسؤولية حماية المدنيين"، فيما تواصل حربها ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض أدريان واتسون "نشعر بقلق بالغ إزاء التقارير عن ضربات أصابت منشأة تابعة للأونروا (…) مع تقارير لاحقة عن اندلاع حرائق في المبنى"، ووصفت خسارة أرواح بريئة بأنها "مأساة".
بدورها، أعربت الخارجية الأميركية عن "أسفها" للهجوم، ودعت إلى "حماية" مواقع الأمم المتحدة.
أما مجلس الأمن القومي الأميركي فقال في بيان إنه يشعر بقلق بالغ إزاء التقارير التي تحدثت عن قصف منشأة تابعة للأونروا جنوبي غزة.
وأضاف أن على إسرائيل مسؤولية حماية المدنيين، بمن في ذلك العاملون في المجال الإنساني ومواقع تقديم خدمات إنسانية.
وقال المجلس في بيانه إنه من المفجع رؤية أطفال يُقتلون ويصابون وييتّمون.
وفي الوقت نفسه، أكد البيان دعم ما وصفه بـ"حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، بما يتماشى مع القانون الإنساني الدولي.
بدورها، حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن القطاع الصحي في قطاع غزة معرض لخطر الإغلاق الكامل دون اتخاذ إجراءات عاجلة للحفاظ على الخدمات الصحية.
وأضافت اللجنة أن أقل من 20% من أراضي غزة أصبحت الآن ملجأ لأكثر من 1.5 مليون شخص يعيشون في ظروف يائسة.
إعلان
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن جميع المستشفيات العاملة في قطاع غزة تعاني من الاكتظاظ الشديد ونقص الإمدادات الطبية، إضافة إلى شح الوقود والغذاء والمياه، فيما لا تزال العديد منها تؤوي آلاف العائلات النازحة.
من جانبه، قال منسق الشؤون الإنسانية المؤقت في فلسطين المحتلة جيمي ماكغولدريك إن إسرائيل تمنع دخول العديد من المواد الطبية إلى غزة.
وكشف ماكغولدريك أن إسرائيل أضافت أقلام إنسولين الأطفال إلى قائمة المواد المحظورة مؤخرا، وأنه لا يعرف سبب هذا القرار.
وقد وصفت منظمة اليونيسيف قطاع غزة بالمكان الأكثر سوءا لحياة الأطفال في العالم.
ومما يعانيه الأطفال وأهاليهم اليوم شبه انقطاع لمادة الحليب، كما يشكل غياب المواد الأساسية خطرا كبيرا على حياة الأطفال وصحتهم.
ومنذ 7 تشرين الأول 2023 يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت حتى اليوم 25 ألفا و700 شهيد و63 ألفا و740 مصابا -معظمهم أطفال ونساء- إضافة إلى دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة.