الطريق
خرج أمس الثلاثاء مدير مكتب الجزيرة ومراسلها في غزة وائل الدحدوح من القطاع المحاصر إلى مصر متجها إلى العاصمة القطرية الدوحة، في رحلة علاج بعد إصابته بشظية في يده جراء القصف الإسرائيلي الذي استهدفه والمصور الشهيد سامر أبو دقة الشهر الماضي خلال تغطيتهما للحرب على غزة.
وانتشر خبر خروج الدحدوح عبر منصات التواصل، وتداوله العديد من الصحفيين الذين كانوا معه في الميدان بالقطاع معربين عن الفخر والامتنان للدحدوح "الرجل الجبل" الذي أعطى العالم درسا في الصبر والاحتساب، بحسب تعبيراتهم.
ونشر مراسل الجزيرة في غزة هشام زقوت صورة تجمعه مع الدحدوح ونجله حمزة الذي استشهد منذ أيام بالقصف إسرائيلي استهدف مجموعة من الصحفيين، وعلق هشام على الصورة بالقول:
"الله يسهل عليك ويرحمك .. ونشوفك على خير يا حبيبي"
المصور حمدان الدحدوح نشر "ستوري" (قصة) عبر حسابه على إنستغرام لصورة له تجمعه بالدحدوح وبعض المقربين كتب فيها "غادر العم أبو حمزة مرغما لتلقي العلاج في الخارج وسنظل من بعده نكمل ما بدأناه، ونستمر في التغطية ونقل الحقيقة".
وقال المصور بلال خالد في فيديو عبر حسابه بإنستغرام يعانق فيه الدحدوح "كفيت ووفيت يا أبو حمزة. نلقاك على خير".
وتفاعل مستخدمو منصة "إكس" مع فيديو وصول الدحدوح إلى الدوحة، ووصفه مغردون بـ"جبل الصبر" وأنه سيبقى أسطورة ورمزا تاريخيا في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وقال مغردون إن خروج الدحدوح من القطاع للعلاج أمر طبيعي، بل ومتأخر، وأقل حقوقه في وضع كهذا، بعد استهداف أسرته كاملةً تقريبًا، ولضرورة تكملته للرحلة بإذن الله، في المعارك المقبلة، والمشاهد العظيمة التي تحتاج "عظيمًا مثله".
وعلق بعض المدونين على خروج الدحدوح من غزة بالقول إن الفترة الماضية كانت جد قاسية عليه، والأقسى كان تحميله فوق طاقته وتجسيد غزة كلها "بشخصه الكريم، وهذا كان خطأ وقعنا فيه ويسعى له الاحتلال الإسرائيلي، ويدخل بعامل الحرب النفسية".
وأشار متابعون إلى أن الدحدوح غطى جميع الحروب التي شنتها إسرائيل على القطاع منذ 2008، وحتى حرب الإبادة الأخيرة المستمرة منذ أكثر من 100 يوم، والتي دفع ثمنها أفراد عائلته: زوجته وولداه وابنته وحفيده وعدد من أفراد أسرته باستهداف متعمد، بحسب قولهم.
يذكر أن إسرائيل قتلت زوجة الدحدوح وابنه البالغ من العمر 15 عاما وابنته البالغة 7 سنوات وحفيده الرضيع، في غارة جوية استهدفت منزلهم جنوب غزة يوم 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، رغم إعلان قوات الاحتلال قبل الهجوم أن المنطقة آمنة.
وفي السابع من يناير/كانون الثاني الجاري، فُجع الدحدوح باستشهاد ابنه الصحفي حمزة، مع زميله مصطفى ثريا، عندما استهدف الاحتلال سيارتهما في غزة.
ورغم كل ما حدث معه في غضون أكثر من 100 يوم من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ظل الدحدوح صابرا ومحتسبا، حاضرا على رأس عمله وعلى مدار الساعة مغطيا تطورات هذه الحرب القاسية.
المصدر: الجزيرة