الطريق - أحمد عبد الرحمن
لم يتوقع بشار الأسود أن تحظى مبادرته التي أطلقها مؤخراً، بالثقة والتفاعل الكبير من الأهالي وتحقق نجاحاً سريعاً.
"القصص الموجعة كثيرة والعائلات المحتاجة تكاد تكون في كل مكان" بهذه الكلمات عبر الأسود 30عاماً عن مشروع خلال حديثه لـ"الطريق".
لم يستطع بشار أن يرى بلده مكسوراً وموجوعاً وأهله يحاولون بشتى الطرق مواصلة الحياة بكل صعوباتها، ولم يتحمل الوقوف متفرجاً على مشاهد النساء والرجال المسنين والمصابين الذين منعتهم ظروف وإصابات الحرب من القيام بأي عمل مُرهق، وجعلت عائلاتهم محتاجة لأبسط مقومات الحياة اليومية.
يقول الأسود: "كنت أتألم كلّ يوم عند مروري بأسواق مدينتي سلقين، عند مشاهدتي تلك الفئات من الناس أثناء ذهابي إلى مكان عملي".
كانت تلك المشاهد اليومية المؤلمة هي شرارة مبادرته التي أطلقها بعنوان "مشروع الليرة الخيري للفقراء والمحتاجين".
*تنفيذ المبادرة وترويجها:
بدأ بشار بتنفيذ مبادرته من خلال صنع صناديق زجاجية شفافة مغلقة ووضعها في أماكن متفرقة ضمن الأسواق وأماكن أُخرى بعد مشاورات مع أسرته و أصدقائه في العمل.
ولاقت الفكرة ترحيباً ونجاحاً كبيراً، فلم يعد قادراً على إدارتها بمفرده، توسعت الدائرة وشُكلت لجنة من أبناء المدينة للإطلاع على الواردات من الصدقات ووضع برنامج لآلية التوزيع وشراء المستلزمات الأساسية ليتم توزيعها على مستحقيها.
وتطورت المبادرة لتوزيع الصناديق على القُرى والبلدات المحيطة بمدينته، لتنفيذ المشروع ذاته بأهدافه ذاتها.
*ثمار المبادرة ونتائجها:
يقول الحاج عبدالرؤوف وهو أحد أعضاء لجنة المشروع، إنهم تمكنوا في أقل من خمسين يوماً من إيصال المساعدات لأكثر من ثلاثمائة عائلة محتاجة من المقيمين والمهجرين داخل المدينة، أهمها مادة الخبز وحصص غذائية ومبالغ مالية، من خلال تبرعات صناديق الليرة.
ويوضح الحاج أنه رغم وجود الكثير من الناس الذين يرغبون بتقديم الخير، إلا أن الفقراء والمحتاجين يفوقونهم بأضعاف مضاعفة.
ويعاني آلاف العوائل من المقيمين والنازحين في محافظة إدلب، من أوضاع إنسانية واقتصادية مُزرية بعد مرور عقد على الحرب، لا سيما بعد جائحة كورونا التي سببت حالة ركود في المنطقة ونقصاً حاداً في المستلزمات اليومية خاصة لدى العائلات الفقيرة، الأمر الذي شجع الكثير من الأشخاص على إطلاق مبادرات خيرية لمساعدة المحتاجين، في وقت لا تستطيع الجمعيات الخيرية والمنظمات الإنسانية أن تغطي جميع العائلات.