الطريق
أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، أن الظلم الذي تمارسه إسرائيل في غزة يشكل خطرا لتصعيد جغرافي كبير لا يمكن لمنطقة منظمة التعاون الاقتصادي للبحر الأسود أيضا أن تظل بمنأى عنه، وأنه ينبغي إعلان وقف إطلاق نار على الفور.
جاء ذلك في رسالة بعث بها فيدان إلى الجمعية العامة الثانية والستين للجمعية البرلمانية للتعاون الاقتصادي لمنطقة البحر الأسود، المنعقدة في العاصمة الأوكرانية كييف، الخميس، بصفته الرئيس الدوري للمنظمة.
وقال فيدان إنه لا يمكن إنكار أن السنوات القليلة الماضية كانت صعبة لمنظمة التعاون الاقتصادي للبحر الأسود، فالتوترات المستمرة تعرقل العمل السليم لها وتضر بالتعاون الحيوي بين أعضائها.
وأشار إلى أن المنظمة نجحت في اجتياز جميع التحديات رغم العديد من المشاكل التي واجهتها منذ تأسيسها عام 1992.
وتابع فيدان: "نحن جميعا عازمون على تطوير قدرتنا على ضمان حيوية منظمتنا وإحلال الاستقرار والازدهار في منطقتنا".
وأوضح أن هذه المسألة مهمة بشكل خاص في هذه الأوقات الصعبة التي تشهد تغيرات كبيرة في السياق الجيوسياسي والجيواقتصادي.
وأعلنت وزارة الخارجية التركية، في حزيران 2023، أن أنقرة تسلمت رئاسة منظمة التعاون الاقتصادي للبحر الأسود من صربيا.
وتأسست منظمة التعاون الاقتصادي للبحر الأسود عام 1992، باقتراح تركي، وتضم 13 دولة بينها روسيا، وأذربيجان، وأوكرانيا.
من جهة أخرى، ذكر فيدان أنه بينما لا يزال العالم يشعر بالآثار العالمية للحرب في أوكرانيا ووباء كورونا، فإن التطورات التي حدثت منذ 7 تشرين الأول 2023 "ذكرتنا مرة أخرى بأن الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني يجب أن يؤخذ في الحسبان دائما".
وأردف: "الظلم الإسرائيلي في غزة يشكل خطرا لتصعيد جغرافي كبير لا يمكن لمنطقة منظمة التعاون الاقتصادي للبحر الأسود أيضا أن تظل بمنأى عنه".
ومنذ 41 يوما، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت 11 ألفا و500 شهيد، بينهم 4710 أطفال و3160 امرأة، فضلا عن 29 ألفا و800 مصاب، 70 بالمئة منهم أطفال ونساء، وفق مصادر رسمية فلسطينية مساء الأربعاء.
وقال فيدان إن موقف تركيا بشأن هذه القضية واضح؛ يجب إعلان وقف إطلاق النار فورا، وضمان التدفق المتواصل للمساعدات الإنسانية، والعودة إلى مفاوضات السلام على أساس حل الدولتين في إطار المعايير المقبولة دوليا، وتأسيس آلية الضامنين لتوفير التنفيذ الكامل للسلام.
ولفت إلى أن فشل النظام الدولي في ضمان وقف إطلاق النار حتى في مواجهة مثل هذه المأساة الإنسانية الكبرى، فضلا عن الصمت المطبق لبعض الدول في مواجهة القتل العشوائي لآلاف الأطفال والنساء والعاملين في الأمم المتحدة، قد تكون له تداعيات في مناطق صراع أخرى، خاصة في أوكرانيا.
وشدد على أن تركيا ستواصل دعمها الثابت لأوكرانيا، وبذل جميع أنواع الجهود الدبلوماسية من أجل إحلال سلام دائم قائم على استقلال أوكرانيا وسيادتها وسلامة أراضيها، بما في ذلك شبه جزيرة القرم، بجانب إحياء مبادرة البحر الأسود.
وفي 24 شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا وتشترط موسكو لإنهائها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلا" في سيادتها.