الطريق
كشف مسؤولون ودبلوماسيون غربيون، أن واشنطن قدمت إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مشروع قرار بشأن غزة، يدين حركة "حماس" ولا ينص على وقف إطلاق النار.
ونقل موقع "أكسيوس" الأميركي عن مسؤول أميركي ودبلوماسي غربي قولهما، إن الولايات المتحدة وزعت، مساء أمس السبت، مشروع قرار على أعضاء مجلس الأمن الدولي يدين حركة "حماس"، بسبب هجومها على إسرائيل في 7 تشرين الأول الجاري.
وأوضحت المصادر أن مشروع القرار يؤكد على "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، ويدعو إلى إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم "حماس".
كما ينص مشروع القرار على أنه "يجب على إيران التوقف عن تصدير جميع الأسلحة والذخائر والمواد ذات الصلة إلى المليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية التي تهدد السلام والأمن في جميع أرجاء العالم"، بحسب "أكسيوس".
كما يدعو مشروع القرار الأميركي إلى "الاحترام الكامل للقانون الإنساني الدولي، بما في ذلك حماية المدنيين"، ويشير إلى الجهود التي بذلتها دولة قطر ودول أخرى وأدت إلى إطلاق سراح الرهينتين أول أمس الجمعة.
ويأتي ذلك بعد أن استخدمت الولايات المتحدة حق النقض "الفيتو" ضد مشروع قرار صاغته البرازيل في مجلس الأمن، في 18 تشرين الأول الجاري، يدعو إلى وقف إطلاق النار لتمكين وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر.
ودان القرار البرازيلي "العنف ضد جميع المدنيين"، بما في ذلك "الهجمات الإرهابية الشنيعة التي تشنها حماس"، وفق ما ورد في نصه.
وصوتت 12 دولة من أعضاء مجلس الأمن لصالح القرار، وامتنعت روسيا والمملكة المتحدة عن التصويت، واستخدمت الولايات المتحدة، حق النقض وانتقدت القرار لأنه لم يذكر أي شيء عن "حق إسرائيل في الدفاع عن النفس".
وقبل يوم من "الفيتو" الأميركي على مشروع البرازيل، لم يتبن مجلس الأمن مشروع قرار صاغته روسيا بشأن غزة، حيث صوتت خمس دول لصالحه، وبالتالي لم يحصل القرار على الأصوات الكافية لتمريره.
وعقب استخدام حق النقض ضد مشروع القرار، انتقدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الموقف الأميركي، معتبرة أن الولايات المتحدة "استخدمت مرة أخرى حق النقض بشكل ساخر لمنع مجلس الأمن التابع من التصرف بشأن إسرائيل وفلسطين، في وقت تشهد فيه مذبحة غير مسبوقة".
ودعت المنظمة الحقوقية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة الطلب من الجمعية العامة "التحرك لمنع الفظائع على نطاق واسع وإزهاق مزيد من الأرواح".
واتهم سفير الصين لدى الأمم المتحدة، تشانغ جون، الولايات المتحدة بأنها جعلت أعضاء مجلس الأمن يعتقدون بإمكانية تبني القرار، إذ لم تعرب عن معارضتها خلال المفاوضات، واصفاً التصويت بأنه "أمر لا يصدق".
على حين أصدرت البرازيل، العضو المؤسس في كتلة "بريكس" للاقتصادات الناشئة والتي تتولى حالياً الرئاسة الدورية لمجلس الأمن وهي صاحبة مشروع القرار، بياناً غاضباً، أعربت فيه عن أسفها لعرقلة واشنطن التصويت.