إسماعيل درويش
يطرق سؤال "ماذا بعد؟" بقوة، بعد الصفعة المدوية التي وجهتها حماس لإسرائيل في معركة "طوفان الأقصى" والتي أسفرت عن مقتل 800 إسرائيلي وأسر العشرات والسيطرة على مستوطنات في غلاق غزة، وإعلان إسرائيل الحرب التي أسفرت عن مقتل 560 فلسطينياً.
تحدثت تقارير غربية عن نية إسرائيل البدء في عملية توغل بري في قطاع غزة، كما تحدثت صحيفة وول ستريت جورنال عن تورط إيران في الهجوم الذي شنته حماس، في حين نفت إيران هذه الاتهامات، وفي الوقت ذاته تحدثت مصادر محلية لتلفزيون سوريا عن استنفار للميليشيات التابعة لإيران في الجنوب السوري، وسط تضارب الأنباء حول إطلاق حزب الله اللبناني قذائف باتجاه الأراضي الإسرائيلية.
وبناء على ذلك هناك 4 سيناريوهات محتملة لمستقبل التصعيد الذي وصف بـ "الخطير" بين إسرائيل وداعميها من جهة، ومحور المقاومة من جهة أخرى، حيث يستبعد المحللون السياسيون والعسكريون الحدين الأقصيين من الاحتمالات في أن تنتهي الحرب بوساطات دولية أو تنفجر إقليمياً.
السيناريو الأول: احتواء الموقف ووقف التصعيد
ويتضمن هذا السيناريو أن تنجح المحادثات الإقليمية، وتدخلات الدول التي لها علاقة بطرفي الصراع خصوصا (مصر، الأردن، تركيا، قطر)، ويتم الاتفاق على وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وعودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل يوم السبت الماضي.
لكن يستبعد المحللون هذا السيناريو، وذلك لكثرة الخسائر الإسرائيلية، حيث اعترفت إسرائيل بالفشل الاستخباري الكبير، الأمر الذي تسبب بمقتل المئات وإصابة الآلاف وأسر عشرات المستوطنين والجنود الإسرائيليين، ومن المستبعد أن تخضع إسرائيل للأمر الواقع، وتوافق على التهدئة خصوصا أنها تلقت دعما أميركيا وأوروبيا كبيرا، ويشمل ذلك دعما عسكريا من المحتمل أن تقدمه واشنطن لتل أبيب.
السيناريو الثاني: حرب إقليمية
ويشمل هذا السيناريو أن يتدخل حزب الله اللبناني في المعارك، واستهداف الميليشيات التابعة لإيران في سوريا والعراق المصالح الأميركية، وسبق أن تحدثت تقارير ميدانية لتلفزيون سوريا عن استنفار لبعض الميليشيات المرتبطة بإيران في الجنوب السوري، كما أصدرت عدة فصائل محلية عراقية مرتبطة بطهران بيانات تهدد فيها باستهداف المصالح الأميركية، تزامنا مع ورود تقارير صحفية غربية تفيد بأن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني، ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، شاركا في اجتماعات عقدت في العاصمة اللبنانية بيروت للتخطيط للهجوم.
ووفق هذا السيناريو يشارك في هذه الحرب إلى جانب حماس كل من حزب الله اللبناني، والميليشيات الإيرانية في سوريا والعراق، وتؤدي إلى حرب جديدة في جنوب لبنان، واستهدافات كبيرة للمواقع الإيرانية في سوريا والعراق.
هذا السيناريو أيضا مستبعد، لأنه يجر المنطقة إلى حرب أشمل، ولا أحد من الأطراف الإقليمية له مصلحة حاليا في هذه الحرب، فليس لدى إيران وأذرعها القدرة على مواجهة فعلية لإسرائيل والولايات المتحدة من خلفها، كما أن إسرائيل ستتكبد خسائر كبيرة في حال فتحت عدة جبهات للقتال.
السيناريو الثالث: تغيير الوضع القائم في غزة والضفة.
يتضمن هذا السيناريو أن تتوغل إسرائيل بريا في قطاع غزة، وتحتلها، كما تحتل أجزاء جديدة من الضفة الغربية، وربما يشمل مناوشات محدودة بين حزب الله اللبناني وإسرائيل، وهذا السيناريو أكثر ترجيحا من سابقيه.
السيناريو الرابع: تصعيد نسبي
وهذا السيناريو يتضمن توغلا بريا محدودا لإسرائيل في قطاع غزة، إضافة إلى استمرار الغارات الجوية على القطاع لإضعاف حماس، ويشمل أيضا توسعا إسرائيليا محدودا في الضفة الغربية، ولا يمنع أيضا مناوشات محدودة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، وهذا السيناريو هو الأرجح، كونه يحفظ ماء الوجه نسبيا لإسرائيل من جهة، ولا يؤدي إلى تصعيد شامل من جهة أخرى،.
ووفق هذا السيناريو، ستتواصل المعارك في المنطقة لعدة أسابيع تنتهي باتفاق على وقف إطلاق النار، مخلفا تغييرا محدودا في خرائط السيطرة في محيط قطاع غزة والضفة الغربية.
المصدر: تلفزيون سوريا