الطريق - خاص
مع ساعات الفجر الأولى، ينطلق العشرات من السكان الوافدين في ريف مدينة المالكية في أقصى شمال شرق سوريا، إلى أكوام النفايات المنتشرة في مكب النفايات، حيث يتهافت الرجال والنساء والأطفال فور وصول أي شاحنة إلى المكب؛ بحثاً عن عبوات بلاستيكية لبيعها وثياب لارتدائها أو حتى بقايا طعام يسدون بها جوعهم.
تبتسم طفلة وكأنها حققت انتصاراً بعدما وجدت لعبة صغيرة، بينما يجد طفل آخر بنطالاً وحذاءً رياضياً في أحد الأكياس، وفي زاويةٍ أخرى تبحث سيدة في الأربعين، نازحة من ريف ديرالزور الشرقي، عن عبوات مشروبات غازية تضعها في كيس تحمله على كتفها، وكلما كانت الكمية أكبر كان المردود المالي من بيعها أفضل، حيث يباع الكيلو الواحد ب 300 ليرة سورية، وهو أقل من (10 سنتات أميركية).
وفي المكب ذاته وعلى الجهة المقابلة له، يختلف المشهد تماماً؛ إذ يخرق هدير آلات استخراج النفط الصمتَ السائد في المكان، ويجري العمل على قدم وساق في واحد من حقول النفط المتعددة التي تعرف بها محافظة الحسكة الواقعة تحت سيطرة مليشيا قسد.
وتشهد سوريا منذ بدء النزاع عام 2011 أسوأ أزماتها الاقتصادية والمعيشية التي تترافق مع انهيار قياسي في قيمة الليرة وتآكل القدرة الشرائية للسوريين الذين بات الجزء الأكبر منهم تحت خط الفقر.