الطريق
حكمت محكمة ألمانية، بالسجن على قس بتهمة تهريب 17 سورياً بينهم طفلان إلى ألمانيا في شاحنة، وذلك بدوافع الحصول على المال، بحسب ما ذكرته صحيفة "بيلد" الألمانية.
وأفادت الصحيفة أن محكمة مقاطعة دريسدن حكمت على قس يدعى "جيري ب" البالغ من العمر 54 عاماً -وهو مواطن تشيكي- بالسجن لمدة ثلاث سنوات لتهريبه 17 سورياً بينهم طفلان يبلغان من العمر 15 عاماً، إلى ألمانيا في شاحنة.
ونقلت عن القاضي قوله، إن رحلة التهريب كانت تمتد لمسافة أكثر من 500 كم، وذلك من المجر عبر سلوفاكيا وجمهورية التشيك في ظل ظروف غير إنسانية.
وبرر جيري تصرفه للمحكمة بأنه كان من منطلق "المحبة المسيحية"، مضيفاً أنه تلقى تدريبًا لاهوتياً، وعمل كاهناً وطباخًا، وكان عليه أيضاً رعاية والدته المريضة، لافتاً إلى أنه كونه قساً كان عليه تقريب الناس من الإيمان المسيحي وإقناعهم بالمعمودية، معرباً عن ندمه لفعلته زاعماً أنه كان يريد مساعدتهم.
واعترف جيري في أثناء مثوله أمام المحكمة بقوله، "كنت بحاجة إلى المال لعلاج والدتي بالأكسجين. يجب أن أحصل على أجر قدره 200 يورو فقط"، وفقاً لما نقلته الصحيفة.
على حين قال أحد الأشخاص الذي هربهم جيري، وهو سوري يدعى (روزان ه) للشرطة، إنه كان يريد 150 يورو إضافية من كل واحد منا. ولأننا لم نتمكن من الدفع، اضطررنا إلى البقاء في الشاحنة الخانقة عندما توقفنا للتزود بالوقود.
من جانبه، أوضح المدعي العام دنيز لو لم يكن لدى الأشخاص الذين تم الاتجار بهم حتى نصف متر مربع من المساحة للشخص الواحد. وكانت درجة الحرارة الخارجية 25 درجة وكان السوريون قد سحبوا الختم المطاطي من الباب الخلفي للحصول على بعض الهواء. لم تكن لتقم حتى بنقل مثل هذا النقل إلى خنزير منزلي.
كما اعتبر محقق الشرطة الفيدرالية "أندريا ج" أن الأجر المعلن للمهرب وهو 200 يورو أقل من الواقع تماماً، مفترضاً أن "دفع 200 يورو على الأقل للشخص الواحد للمدعى عليه في الرحلة الطويلة من المجر إلى دريسدن"، في المجموع سيكون 3400 يورو.
وكانت الشرطة قد تلقت في 29 من أيار/مايو الماضي، بلاغاً من شاهد عيان رأى شاحنة تشيكية ينزل منها العديد من الأشخاص في منطقة صناعية جنوب مدينة دريسدن، لتتمكن الشرطة بعد ذلك بوقت قصير من إلقاء القبض على جيري ومصادرة هاتفه المحمول، والذي عثرت ضمنه على صور لافتات الطرق السريعة المجرية، بالإضافة إلى مقاطع فيديو صور فيها الأشخاص المهربين وهم يخرجون.