صحافة

درعا والسويداء.. انتفاضة الجنوب المتعطش للحرية

الأربعاء, 30 أغسطس - 2023
austin_tice

تواصل معنا

+961 3 733 933

friendsofaustintice@gmail.com

ربا حبوش


من جنوبي سوريا من سهل حوران من درعا الحنونة على كل من احتاج، والقاسية قساوة قمحها على كل من طغى وتجبر. من جبل العرب الأشم الشامخ كشموخ أهله، من هناك تهب رياح الثورة من جديد، مظاهرات كبيرة وعصيان مدني رغم القبضة الأمنية المطبقة.

هذا الحراك لم يكن الأول، بل هو متكرر ومستمر بين فترة وأخرى.

درعا مهد الثورة التي انتفضت فزعة وتضامناً مع كل سوريا، والسويداء التي رفضت إرسال أبنائها لمشاركة المجرم بقتل السوريين يرفعون الصوت مجدداً ويرسلون رسالة للعالم أجمع أننا ما زلنا على الوعد والعهد، ولم نحد يوماً عن مطالب الثورة السورية بإسقاط النظام.

يقولون نثور لكرامتنا وننتفض من أجل لقمة عيش أبنائنا، وكيف لا ينتفض الحر من أجل أبنائه، يهتفون برحيل المجرم ويحملونه مسؤولية تدمير البلاد ووصولها إلى هذا الوضع الكارثي.

يقول البعض إنها ثورة جياع، نعم ثورة جوع وعطش للحرية والكرامة.

اعتقد النظام منذ ٢٠١١ أنه بأسلوبه الإجرامي وانفصاله عن الواقع والضغط على الناس في المناطق التي يحتلها أو أجبرها الاحتلال الروسي على التسوية مع النظام بأن هذه المدن لن تقوم لها قائمة، لكن الأحداث أكدت عكس ذلك، فدرعا منذ الخذلان الدولي لها وتسليمها للروس والنظام وإجبار أهلها على التسوية لم تهدأ يوماً واستمرت بالقيام بعمليات عسكرية مؤلمة للنظام وكانت حاضرة دائماً بحراكها السلمي بذكرى الثورة في كل عام.

السويداء لم ترضخ يوماً للنظام المجرم وكانت دائماً حاضرة بمظاهرات مدنية تندد بالنظام كما نراها اليوم.

لا يمكن لأحد أن ينكر أهمية وعظمة هذه المظاهرات ولا يمكن لأحد أن يقلل من قيمتها للثورة السورية.

إن هذه المظاهرات رسالة للدول المطبعة وللعالم المتخاذل عن إيجاد حل في سوريا، رسالة واضحة وصريحة تؤكد أنه لن تستقر سوريا ولا المنطقة ولن تنعم بسلام إلا بسقوط النظام المجرم.

لعل الموقع الجغرافي لمدن الجنوب ووجودها على الحدود مع "إسرائيل" جعل وضعهم أكثر تعقيداً، فحاول الجميع إبقاء تلك المنطقة هادئة حفاظاً على أمن الكيان الإسرائيلي الذي حمى نظام الأسد حدوده لسنوات.

ورغم خصوصية أهل السويداء، وكون معظمهم من طائفة واحدة ولطالما لعب النظام هذه الورقة وقدم نفسه حامياً "للأقليات" وهو كاذب، فهو أكثر من أثار الطائفية وأضر بنسيج سوريا الغني والمتنوع، وجاء رد أهلنا في السويداء منذ بداية الثورة أن انتماءهم لسوريا هو الأول والأخير ولم يعطوا النظام فرصة ليقوم بشرخ بين السويداء وباقي المحافظات على اختلاف الطوائف والأديان والقوميات وخاصة مع جارتها درعا التي طالما جمعتهما علاقات اجتماعية طيبة.

أرجعتنا هذه المظاهرات للأيام الأولى للثورة، وتستحق منا أن نحترمها ونقدرها وعيننا تبقى على باقي المحافظات، دمشق اللاذقية حماة طرطوس حمص، ونعلم أن النظام سيحاول تشويهها وقمعها لكن على ما يبدو أن هذه المرة لن يستطيع ذلك، ومهما فعل لإخماد المظاهرات وإسكات الناس ستبقى نيران التغيير تشتعل حتى تأكل نظامه المتهالك ولو بعد حين.

إن الثورات العظيمة لا نهاية لها، تأتي على موجات مستمرة حتى تحقق كل أهدافها.

لنقف مع أهلنا في جنوبي سوريا ولنكن عوناً لهم ودعماً لحراكهم ولنجعل صوتهم يصل للعالم أجمع ثورة ثورة ثورة حتى إسقاط النظام.


المصدر: تلفزيون سوريا

الوسوم :