الطريق
أدانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، توقّف دخول المساعدات الأممية إلى شمال غربي سوريا، عبر معبر باب الهوى الحدودي، ما ينذر بكارثة تهدد حياة عشرات آلاف المدنيين.
وقالت الشبكة في تقريرها، إنها رصدت في الأسبوع الفائت بدء انقطاع مادة الخبز عن معظم المخيمات، بالتزامن مع نقص في كميات المياه الواصلة إليهم، وغلاء معظم السلع الغذائية، جراء توقف دخول المساعدات الأممية، عبر معبر باب الهوى لمدة 7 أسابيع، منذ 10 تموز / يوليو الفائت، مؤكدةً أن ذلك ينذر بكارثة إنسانية قد تصل إلى حد المجاعة في شمال غرب سوريا.
وأكد التقرير على أن إدخال المساعدات الأممية ليس بحاجة إلى إذن من مجلس الأمن، مطالبة بضرورة إيجاد آلية تنسيق بين الدول المانحة من أجل تفادي أكبر قدر ممكن من عمليات التحكم والسرقة التي يقوم بها النظام السوري للمساعدات التي تمر من خلاله.
وشددت الشبكة على أن المساعدات الإنسانية يجب ألا تتحول إلى أداة تمويل ودعم لنظام متورط بجرائم ضد الإنسانية بحق شعبه، وأنه لا يمكن الاعتماد في إيصال المساعدات الأممية، وتعويض الضحايا وأقربائهم، على من تسبب في ارتكاب الانتهاكات بحقهم وتشريدهم.
وطالبت مجلس الأمن برفع يده عن التحكم بدخول المساعدات الأممية العابرة للحدود، فهي تدخل ضمن نطاق الجمعية العامة للأمم المتحدة ومنظمة الشؤون الإنسانية، والتوقف التام عن استخدام الفيتو بشكل معارض للقانون الدولي لحقوق الإنسان، وخاصةً في حالات ارتكاب الجرائم ضد الإنسانية مثل جريمة التشريد القسري.
كما أوصت الشبكة الأمم المتحدة والدول المانحة بتأسيس منصة دعم دولية، تتولى عمليات تنسيق المساعدات في شمال غرب سوريا، وتكون بمثابة خيار إضافي إلى جانب الأمم المتحدة.
وفي 11 تموز / يوليو الفائت، استخدمت روسيا حقها في "الفيتو" بمجلس الأمن الدولي، للمرة الخامسة، وذلك لمنع إدخال المساعدات الأممية عبر الحدود من تركيا إلى شمال غربي سوريا.
وكان مارتن غريفيث - وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، قد توصّل لتفاهم مع نظام الأسد يسمح للأمم المتحدة وشركائها بمواصلة تقديم المساعدة الإنسانية عبر الحدود، في 7 آب الجاري، وعلى الرغم من هذا التفاهم فإن المساعدات الأممية لم تدخل من معبر باب الهوى، وفق ما تقرير الشبكة السورية.
ويعيش في شمال غرب سوريا ما لا يقل عن 4.5 مليون شخص بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، بينهم 1.9 مليون في المخيمات، ويعتمد 90 بالمئة منهم، على المساعدات الإنسانية الأممية التي تدخل عبر الحدود، وفق قرارات أممية منذ عام 2014، والذي بخضع للابتزاز الروسي في كل عام، حتى تقلصت صلاحياته إلى معبر واحد مع إدخال مفهوم المساعدات عبر خطوط التماس وفق القرار 2585 لعام 2021.