الطريق
أعلنت منظمات دولية غير حكومية، أن السلطات اليونانية تحتجز الناجين من كارثة غرق القارب الذي كان يقل مهاجرين قبالة سواحل بيبلوس في مراكز مغلقة، ويواجهون ظروفاً غير مقبولة.
وقالت منظمة "دعم اللاجئين في منطقة بحر إيجة"، وهي منظمة تقدم المشورة القانونية للناجين من الكارثة إن اليونان نقلت الناجين البالغ عددهم 104 أشخاص إلى كالاماتا، وهي مدينة في شبه جزيرة بيلوبونيز، حيث احتجزتهم في مستودع تخزين لثلاثة أيام، قبل أن تنقلهم إلى منشأة لتسجيل اللجوء في مالاكاس شمالي أثينا.
وقالت المحامية المتطوعة في المنظمة إيليني سباثانا إن الناجين "كانوا ينامون على مراتب على أرض المستودع، المحاطة بسياج"، مضيفةً أن السلطات اليونانية "لم تبذل أي جهود في الأيام القليلة الأولى بعد الكارثة لتسهيل الاتصال بأسر الناجين، على الرغم من أن الصليب الأحمر اليوناني كان يوفر الوصول إلى الهواتف المحمولة.
ووفقاً للمحامية، فإن منشأة تسجيل اللجوء في مالاكاس التي نُقل إليها الناجين، "لا يمكن اعتبارها تحسناً كبيراً عن تلك الموجودة في المستودع، حيث تم إيواؤهم في حاويات شحن مشتركة، في منطقة محاطة بسياج، مع تقييد شديد للوصول إليهم من قبل المنظمات الإنسانية".
وذكرت سباثانا "شهدنا أناساً مدمرين في صدمة، لم يتمكنوا حتى من فهم وجودهم، ولم أستطع أن أفهم سبب وضعهم في مركز مغلق"، مشيرة إلى أن "هذه الظروف ليست مناسبة للأشخاص الذين نجوا للتو من كارثة غرق سفينة".
ووفق المحامية، فإنه لم تتم تلبية بعض الاحتياجات الأساسية للناجين في المنشأة، حيث أفاد البعض أنه تم رفض طلبات الحصول على ملابس إضافية للتدفئة ليلاً، كما رفضت طلباتهم في الحصول على الشاي والقهوة والسجائر.
من جانب آخر، قالت رئيسة بعثة "أطباء بلا حدود" في اليونان، سونيا باليرون، إن الناجين جميعهم معرضون لخطر الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة، مؤكدة أنهم "يعيشون في محنة".
وأبلغ فريق "أطباء بلا حدود"، أن الناجين مصابين بحروق كيميائية وإصابات ناجمة عن التعرض للشمس ومياه البحر، بالإضافة إلى نقص السكر في الدم، بسبب حرمانهم من الطعام لأكثر من 6 أيام.
وأوضحت باليرون أن الناجين "يعانون من اضطرابات في النوم، وذعر ليلي"، مضيفة أنهم "يتذكرون رؤية أصدقائهم يموتون أمام أعينهم، ويتحدثون عمن نجا ومن مات، الأمر الذي يسبب كثيراً من التوتر".
وكان قارب الصيد المنكوب، الذي يتراوح طوله بين 20 و30 متراً، قد غرق قبالة الساحل الجنوبي الغربي لليونان، في 14 حزيران الجاري، في بقعة من بين أعمق بقاع البحر المتوسط، بعد رحلةٍ بدأت من ليبيا وكان من المفترض أن تنتهي في إيطاليا.
على حين ما يزال مصير معظم المهاجرين الذين كانوا على القارب، البالغ عددهم نحو 750 شخصاً، مجهولاً، تم إنقاذ 104 أشخاص.
ويُعتقد بأن القارب العتيق غادر مصر ثم أقلّ مهاجرين من مدينة طبرق الساحلية الليبية في 10 حزيران / يونيو قبل الإبحار إلى إيطاليا، وقالت السلطات اليونانية إن الناجين أخبروهم بأن كل واحد منهم دفع 4500 دولار مقابل الرحلة.