الطريق
شنّ الجيش اللبناني مساء أمس الأربعاء، حملة دهم واعتقال طالت العشرات من اللاجئين السوريين المقيمين في مخيمات قضاء النبطية، جنوبي لبنان.
وأفادت مواقع إخبارية لبنانية، أن عمليات الدهم والاعتقال التي تنفّذها وحدات من الجيش اللبناني في مخيمات بلدة النبطية -أحد معاقل مليشيا "حزب الله" اللبناني.
وأوضحت أنه تم اعتقال لاجئين سوريين مقيمين فيها، من دون تحديدٍ دقيق لعددهم الذي قالت عنه المصادر إنه بالعشرات.
وأكّدت المصادر توقيف عدد من السوريين من مخيم مرج الخوخ (الخيام) ومخيمات الوزاني في محيط قضاء النبطية، بذريعة دخولهم لبنان بطريقة غير شرعية.
ويعمل القسم الأكبر من اللاجئين السوريين الذين يبلغ عددهم مئات الآلاف في مناطق الجنوب اللبناني، في مجالات الزراعة والبناء على وجه الخصوص، وفق ما أفاد به موقع "جنوبية" اللبناني.
ويقول الموقع إن السوريين المنتشرين خارج مخيمات الجنوب، يقيم غالبيتهم في منازل مستأجرة في البلدات والقرى الممتدة من صيدا إلى النبطية، في جزين ومرجعيون وحاصبيا وبنت جبيل وصور وغيرها. بينما تنحصر التجمعات في مناطق محدودة ومنها منطقة الشواكير في صور ومنطقة رأس العين الساحلية وسهل مرجعيون، حيث يعمل القاطنون فيها، في بساتين الحمضيات والموز وزراعة الخضار والتبغ.
ويشهد ملف اللاجئين السوريين في لبنان تصعيداً غير مسبوق في الخطابات المطالبة بترحيلهم وإثارة العداء والكراهية ضدهم من قبل مسؤولين حكوميين وسياسيين وإعلاميين.
وانعكس ذلك سلباً على موقف المنظمات الدولية والمجتمع الدولي من الحكومة اللبنانية ومؤسساتها العسكرية والأمنية.
وارتفعت حدّة المواقف من السوريين، عقب البيان الذي صدر عن لسان نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمالي أفريقيا في منظمة العفو الدولية، آية مجذوب، التي دعت السلطات اللبنانية إلى وقف عمليات الترحيل غير القانونية للاجئين سوريين خشية أن يتعرضوا لتعذيب أو اضطهاد من قبل النظام السوري عند عودتهم إلى بلادهم التي تشهد حرباً.
وأكّدت مجذوب على ضرورة عدم إعادة أي لاجىء إلى أي مكان تتعرض فيه حياته للخطر.
وأشارت مجذوب في بيانها الذي نشرته منظمة العفو الدولية، إلى أن عشرات اللاجئين الذين دخلوا بشكل غير قانوني إلى لبنان، أو الذين يحملون أوراق إقامة منتهية الصلاحية، تمّ ترحيلهم وطردهم بعد عمليات دهم شنها الجيش اللبناني على منازلهم في مختلف مناطق لبنان.