الطريق
دعا "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان" الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، إلى تحييد المستشفيات والمنشآت الطبية عن جميع الأعمال العسكرية، وضمان استمرار عملها وتدفق الإمدادات الطبية واللوجستية إليها.
وقال "المرصد الأورومتوسطي" في بيان، إنه "تلقّى مناشدات من أطباء وعاملين في عدد من المستشفيات والمراكز الصحية في السودان، لا سيما في الخرطوم، يشتكون من انقطاع الإمدادات الطبية وإمدادات الوقود والمياه إثر استمرار الاشتباكات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لليوم الرابع على التوالي، ما ينذر بعواقب وخيمة على صحة مئات المرضى والمصابين في تلك المستشفيات".
ونبّه إلى أنّ بعض المستشفيات بدأت تفقد مخزوناتها من المواد الطبية والتشغيلية بالغة الأهمية مثل الأكسجين الذي شارف على الانتهاء في مستشفى الخرطوم التعليمي، ومخزون المياه والوقود الذي شارف على النفاد في المستشفى الدولي في الخرطوم بحري، إلى جانب نقص حاد في الإمدادات الطبية وعدم انتظام التيار الكهربائي في معظم المستشفيات الواقعة ضمن مناطق الاشتباكات المسلحة.
ورصد وجود قوات عسكرية في بعض المستشفيات والمراكز الصحية، ما يشير إلى احتمالية استخدام طرفي النزاع لتلك الأماكن في الأعمال العسكرية، ومن ذلك انتشار عشرات من عناصر قوات الدعم السريع في مستشفى الساحة التخصصي شرق الخرطوم.
وأشار إلى أن عمليات القصف المتبادل طالت بعض المستشفيات والمراكز الصحية، وألحقت بها أضراراً بالغة، مثل مستشفى بشائر الجامعي، ومستشفى ابن سينا التخصصي، ومستشفى الشعب التعليمي في الخرطوم.
وبيّن أن استمرار الاشتباكات وعدم توفر ممرات آمنة أعاق عمل الطواقم الطبية على نحو كبير، إذ اضطر الأطباء والمرضى في مركز "سلمى لأمراض الكلى" بالخرطوم قبل يومين إلى إخلاء المركز في ظروف ميدانية بالغة الخطورة بعد مقتل أحد المرضى وإصابة آخر نتيجة العمليات العسكرية حول المركز.
وأبلغ عاملون في المجال الطبي فريق المرصد الأورومتوسطي بتعذّر توجههم إلى عدد من المناطق التي تشهد مواجهات مسلحة بسبب استمرار الاشتباكات وعدم وجود ضمانات لسلامتهم، رغم تلقيهم بلاغات بوجود قتلى ومصابين في تلك المناطق.
وحثّ "المرصد الأورومتوسطي" جميع الأطراف الأممية والدولية ذات العلاقة والتأثير على الضغط على طرفي النزاع في السودان لتحييد المدنيين والأعيان المدنية، وخصوصاً المنشآت الطبية والعاملين فيها، عن العمليات العسكرية، وفتح ممرات إنسانية آمنة لإجلاء القتلى والمصابين، والسماح للعاملين في المجال الصحي بتأدية واجباتهم، وتمكين المدنيين من تأمين احتياجاتهم الأساسية.
كما طالب الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بالوقف الفوري وغير المشروط للأعمال العسكرية كافة على نحو متزامن ومتبادل، وإنهاء جميع الخلافات من خلال الحوار والطرق السلمية، والكف عن تعريض المدنيين والمقدرات الوطنية للخطر والدمار.
وبحسب "لجنة أطباء السودان"، فإن عدد القتلى من المدنيين نتيجة الاشتباكات المستمرة بلغ 144 قتيلاً حتى صباح اليوم الثلاثاء، وتجاوز عدد الجرحى الـ 1400 جريح من المدنيين والعسكريين معاً.