الطريق
تطرق رئيس المخابرات السعودية الأسبق الأمير تركي الفيصل، إلى مستقبل العلاقات مع الولايات المتحدة، بعد مصالحة إيران بوساطة صينية.
وفي لقاء مع قناة "فرانس 24" اعتبر أن الاتفاق السعودي الإيراني "سينعكس إيجاباً إقليميا ودولياً".
وحول توجّه السعودية لعقد اتفاق مع إيران بضمانة من الصين، قال الفيصل إنه مضى على "المحادثات مع إيران سنتان أو ثلاث، بوساطة عراقية ثم عمانية، والجديد هو وساطة صينية".
وأكد الفيصل أن "العلاقات السعودية الأمريكية استراتيجية تمتد لأكثر من 80 عام في مختلف المجالات"، وذكّر بمخرجات زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للسعودية العام الماضي، "وما نتج عنها من عقد اتفاقيات مهمة بين البلدين في إطار التعاون العلمي ومشاركة المملكة في مشروع الذهاب إل القمر".
ونفى الفيصل، الذي يشغل منصب رئيس مجلس إدارة "مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية"، أن يكون رفض المملكة زيادة إنتاج النفط تلبية لطلب بايدن لدى زيارته الرياض، مؤشراً على تباعد سعودي أمريكي.
وأوضح أن الأحداث "أثبتت أن تخفيض أوبك بلاس للإنتاج لم يزد أسعار البترول، كما ادّعى الأمريكيون الذين أدركوا لاحقًا أن هذا كان الموقف الصائب لضمان استقرار أسعار البترول التي مرّت بصعود وهبوط كبيرين خلال السنوات الثلاث الماضية، وضبطها وجعلها مستقرة يخدم جميع الأطراف".
وفي الشأن الإقليمي، توقع الفيصل أن ينعكس الاتفاق إيجابًا على الملفات العالقة، وأبرزها الحرب في اليمن، حيث قال إن التقارب بين السعودية التي تدعم الحكومة اليمنية وإيران التي تدعم الحوثيين "من شأنه أن يُترجم إنهاءً للأزمة".
وحول موقف الاحتلال الإسرائيلي المتخوّف من تبعات الاتفاق على احتمالات التطبيع مع السعودية، قال الفيصل إن "شروط المملكة معروفة لإنجاز ذلك وهي إيجاد دولة فلسطينية ذات سيادة وحدود معترف بها وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين الفلسطينيين".
كما أعرب عن أمله في أن "يؤدي الاتفاق إلى مزيد من التطورات الإيجابية في الشرق الأوسط وينعكس على الحرب في سوريا والأزمة اللبنانية.
كذلك، لم يستبعد الفيصل أن تضطلع المملكة بدور إيجابي في ملف النووي الإيراني وإحيائه مع الولايات المتحدة على ضوء الاتفاق.
ويوم الجمعة الماضية، أعلنت السعودية وإيران الاتفاق على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وإعادة فتح السفارات في غضون شهرين، وذلك عقب مباحثات برعاية صينية في بكين، بحسب بيان مشترك للبلدان الثلاثة.