الطريق
أعلنت المحكمة الإقليمية في العاصمة الألمانية برلين، الحكم بالسجن مدى الحياة على الفلسطيني السوري موفق دواه، لارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في سوريا في العام 2014.
وكان المدعي العام الألماني طالب بالحكم مدى الحياة على المتهم، في القضية التي باتت تعرف بـ"مجزرة ساحة الريجة" التي ارتكبها موفق دواه، الملقب بـ"سفاح اليرموك"، وذلك في إطار المحاكمات التي تشهدها ألمانيا لبعض المتهمين بارتكاب جرائم حرب في سوريا.
ووجّه لدواه تهمة إطلاق قذيفة صاروخية على تجمع للمدنيين الفلسطينيين في أثناء تجمعهم لتسلّم مساعدات إنسانية داخل مخيم اليرموك، خلال فترة الحصار في آذار من العام 2014، ما أسفر عن مقتل وجرح مدنيين.
وتطرق المدعي العام في مرافعته الختامية، لكل شهادات الشهود، مؤكداً بما لا يدع مجالاً للشك، أن المتهم هو من قام بإطلاق القذيفة التي قتلت على الأقل سبع ضحايا وجرحت ثلاثين، وطلب الحكم عليه بالسجن المؤبد أو بالسجن خمسة عشر عاماً من دون إمكانية إطلاق سراحه.
كما يتهم دواه، الذي ينتمي لحركة "فلسطين حرة" التابعة لأجهزة أمن النظام السوري، بارتكاب جرائم تعذيب واغتصاب خلال الفترة التي كان يوجد فيها على ما يعرف بـ "حاجز البطيخة"، على مدخل مخيم اليرموك، إلى جانب عناصر "الجبهة الشعبية القيادة العامة" وعناصر الأمن العسكري التابعين للنظام.
وأكد المركز الأوروبي للدستور وحقوق الإنسان، ما ذكره المدعي العام، وشدد على أن جريمة المتهم لا تقتصر على جريمة الحرب موضوع الملف، ولكنه أيضاً ارتكب جريمة ضد الإنسانية بمشاركته بالحصار القاتل لمخيم اليرموك، مما دفع الناس للموت جوعاً أو بسبب نقص الأدوية، وأن وجود الضحايا متجمعين لتسلّم المساعدات وقت إطلاق القذيفة هو أساساً بسبب الحصار الخانق، الذي تعرضوا له بسياسة ممنهجة تعد جريمة ضد الإنسانية.
وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، قد وثقت تفاصيل مجزرة ساحة الريجة، التي وقعت في 23 آذار/ مارس 2014، في مخيم اليرموك الذي دخل في حصار من قبل قوات النظام منذ تموز 2012، وأطبق الحصار عليه في تموز 2013، حيث منع جميع المواد الغذائية والطبية من الدخول إلى المخيم؛ ما تسبب بمجاعة كبيرة وعشرات الوفيات.
وفي يوم المجزرة، قصفت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة، المتحالفة مع قوات النظام السوري، طابوراً تجمع فيه الفلسطينيون المحاصرون لتسلّم مساعدات غذائية من وكالة "الأونروا"، بقذيفة هاون؛ ما أدى لمقتل ما لا يقل عن 7 أشخاص بينهم سيدة، إضافة إلى جرح ما لا يقل عن 20 شخصاً آخرين.
وأكدت تحقيقات الشبكة السورية، من خلال الصور والفيديوهات واللقاءات العديدة، أنه لم يكن هناك أي هدف عسكري محدد أو وجود لعناصر مسلحين من المعارضة السورية في المنطقة.