الطريق - أحمد عبد الرحمن
عقد الدفاع المدني السوري، مؤتمراً صحفياً في مدينة سرمدا شمالي إدلب، للحديث عن آخر تطورات الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا ومناطق شمال وغرب سوريا فجر الإثنين الماضي.
وقال مدير الدفاع المدني، رائد الصالح، خلال المؤتمر الصحفي، إن "أنين الضحايا العالقين تحت الأنقاض سيبقى في مسامعنا ما حيينا، لقد كان الضحايا يتلون وصيتهم لنا ويرسلون مشاعر الفقد إلى ذويهم وهم تحت الأنقاض قبل وفاتهم، إن هذه الرسائل والكلمات ستبقى أمانة في أعناقنا".
وأضاف الصالح، أن نقص المعدات ذات الفعالية كان سبباً كبيراً في عجز عمليات الإنقاذ، وإن عمليات الإنقاذ باتت تتخذ مسار البحث والانتشال لأن فرص العالقين تحت الأنقاض بالبقاء على قيد الحياة نادرة جداً بعد مرور 108 ساعات.
وأشار إلى أن فرقهم ستستمر بعمليات البحث ولن تتوقف حتى إنقاذ وانتشال من تبقى، وأنهم سيكونون حريصين على تسليم جثامين الضحايا إلى ذويهم.
وأوضح الصالح، أن عدد الضحايا في شمال غربي سوريا بلغ 3384 شخصاً، منهم 2037 في مناطق عملهم، إضافة إلى وجود آلاف الإصابات، فضلاً عن آلاف المباني المدمرة بشكل جزئي أو كلي.
ووصف الصالح ذلك بـ "الفاجعة" التي تحتاج التعاون والتكافل من الجميع لتعويض ما يمكن تعويضه من الخسائر الفادحة في البنى التحتية، والوقوف إلى جانب ذوي الضحايا ودعم الناجين من الزلزال بكل قوة.
وأبدى مدير الدفاع المدني أسفه واعتذاره الشديدين لكل شخص لم تستطع فرق البحث والإنقاذ الوصول إلى أهله وذويه على قيد الحياة، مضيفاً: "كنا نقاتل العجز ونحارب الزمن للوصول إليهم أحياء، لقد كان نقص المعدات ذات الفعالية سبباً كبيراً في هذا العجز ولكننا نقسم لكم أننا عملنا وبذلنا قصارى جهدنا".
كما توجه الصالح، بالشكر إلى السوريين الذين كانوا العصب الأساسي في عمليات البحث وانتشال قتلى الزلزال إلى جانب فرقهم، وإلى المنظمات المحلية في عمليات الدعم والتبرعات، والذين قدموا ما يملكون من معدات ومركبات إلى الدفاع المدني السوري.
كما شكر الكثيرين الذين عملوا على قطع المحروقات عن عوائلهم وقدموها إلى "الخوذ البيضاء" لتتمكن الآليات من الاستمرار بعمليات الإنقاذ، كما وتوجه الصالح بالشكر لشركائهم الدوليين والأشقاء في مصر وتونس والجزائر والسعودية والعراق وكل البلدان التي وقفت إلى جانب السوريين في هذه الكارثة.
وحول أعمال وخطة الدفاع المدني في المرحلة المقبلة، قال الصالح إن أعمالهم ستتركز على اتخاذ جميع الإجراءات المتعلقة في أنشطة التعافي المبكر وإعادة التأهيل وتوفير الخدمات، والإجراءات الوقائية لتحصين المباني المعرضة للانهيار وتحييد خطرها، إضافة إلى دعم بقية المؤسسات.
ويأتي ذلك في وقت تواجه فيه فرق البحث والإنقاذ صعوبات كبيرة وعوائق عديدة في انتشال المدنيين من تحت أنقاض الأبنية المدمرة في محافظة إدلب وريف حلب الشمالي، نتيجة شح الامكانيات وعدم وجود الأدوات والمعدات المخصصة للزلازل.