الطريق
حذّر عاملون في المجال الصحي والإنساني في شمال غربي سوريا من أن وقف المساعدات الإنسانية عبر الحدود سيزيد من تفشي وباء الكوليرا في المنطقة.
وقال رئيس مديرية الصحة في إدلب الدكتور زهير قراط، إن قدرات القطاع الصحي ضعيفة بالفعل، ونعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية والأمصال، موضحاً أن وقف المساعدات عبر الحدود سيكون له تأثير مضاعف على تفشي الكوليرا في المنطقة.
ووفق تفويض الأمم المتحدة، يُسمح للوكالات الإنسانية والأممية بإدخال مجموعات النظافة وأقراص الكلور لتطهير المياه والمعدات لثمانية مراكز لعلاج الكوليرا، تضم أكثر من 200 سرير، كما تقوم المنظمات غير الحكومية بشحن المياه الصالحة للشرب إلى المنازل.
وقال منسق لجنة الإنقاذ الدولية في شمال غربي سوريا محمد جاسم، إنه سيتم تعليق المراكز والمنشآت الصحية، والإمدادات التي سيتم نقلها خصيصاً لوباء الكوليرا في الشمال الغربي ستتوقف، بما في ذلك السوائل والأمصال والحقن والأدوية عن طريق الفم.
ومنذ بدء تفشي المرض في أيلول/ سبتمبر الماضي، سجّلت مناطق شمال غربي سوريا 31760 حالة إصابة بوباء الكوليرا، بينها 17 حالة وفاة، وفق شبكة الإنذار المبكر والاستجابة للأوبئة حتى نهاية كانون الأول / ديسمبر الماضي؛ ما يجعل من منطقتي إدلب وحلب ثاني ورابع أكثر المناطق تضرراً في سوريا على التوالي.
ويعيش سكان شمال غربي سوريا، البالغ عددهم حوالي 4 ملايين نسمة، في ظروف مزرية، وهم معرضون للخطر بشكل خاص لأنهم يعتمدون على المياه من نهر الفرات للشرب وري المحاصيل، فيما تضرر القطاع الصحي في سوريا بشكل كبير بعد عقد من الحرب.
وسبق أن حذّرت منظمات دولية وأممية عدة من أن مناطق شمال غربي وشمال شرقي سوريا تواجه خطر تفشي وباء الكوليرا، وأن المياه الملوثة والنقص الحاد بالاستجابة الإنسانية وأسباباً أخرى تهدد بانتشار المرض في جميع أرجاء سوريا، مؤكدةً أن وصول الأهالي إلى المياه الكافية والنظيفة ما يزال يمثل مشكلة مقلقة.