الطريق
اعتبر فريق "منسقو استجابة" سوريا، أن زيارة مسؤولة من منظمة "يونيسيف" إلى مناطق سيطرة النظام، ولقائها مسؤولين في حكومته، وأنها بمنزلة خطوات للتطبيع معه، وتجاهل لمعاناة الأطفال في شمال غربي سوريا وخاصة المخيمات.
وأفاد بيان صادر عن الفريق، أن زيارة المديرة الإقليمية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" في الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا أديل خُضُر إلى مناطق سيطرة النظام السوري واجتماعها مع مسؤولين بالنظام، تعتبر بمنزلة خطوات مستمرة للتطبيع مع النظام من قبل وكالات الأمم المتحدة وتمهيد جديد لتحويل المساعدات الإنسانية للعبور عبر مناطق سيطرة النظام.
وأكد البيان أن مناطق الشمال السوري لم تشهد هذا النوع من الزيارات لمسؤولين من وكالات الأمم المتحدة على مدى الأزمة الإنسانية السورية المستمرة منذ أحد عشر عاماً وحتى الآن.
وأضاف الفريق في بيانه، أن تلك الزيارات تجاهلت واقع الأطفال في مخيمات النازحين في شمال غربي سوريا والذين يتجاوز عددهم مليوناً و 17 ألفاً و 871 طفلاً، أي ما يعادل 56 في المئة من قاطني المخيمات.
وأشار إلى أن المسؤولة الأممية تجاهلت معاناة الأطفال في شمال غربي سوريا بشكل عام والمخيمات بشكل خاص.
ومنذ مطلع العام الحالي، سجل فريق "منسقو الاستجابة"، وفاة طفلتين من البرد نتيجة انخفاض درجات الحرارة في كانون الثاني الماضي، كما سجلت 16 حالة انتحار لأطفال في المنطقة وحالتي محاولة انتحار أيضاً. في حين سببت الحرائق في مخيمات النازحين وفاة أربعة أطفال وإصابة 21 آخرين نتيجة الأوضاع الإنسانية السيئة داخل المخيمات.
وسجل الفريق مقتل 29 طفلاً وإصابة 39 آخرين نتيجة الهجمات المستمرة من قبل قوات النظام وروسيا ومليشيا "قسد" على مناطق شمال غربي سوريا، كما تسببت مخلفات الحرب والالغام في المنطقة بمقتل 14 طفلاً وإصابة 35 آخرين.
وبحسب الفريق فإن المجتمع الدولي تناسى الأزمات الإنسانية في شمال غربي سوريا، وتجاهل الوضع الإنساني لملايين المدنيين بينهم 1.8 مليون نازح في مخيمات، ومواقع إقامة عشوائية وخاصةً مع تزايد الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها المدنيون في المنطقة.
وأكد على أن تجاهل المجتمع الدولي وتغاضيه عن العقوبات الدولية المفروضة على النظام السوري هو خطوات تمهيدية لتمويل الآلة العسكرية للنظام، وتمهيد غير مباشر لإيقاف الآلية الدولية لدخول المساعدات الإنسانية عبر الحدود والتي تعاني أيضاً من الضعف الهائل لتأمين احتياجات المدنيين في المنطقة.
واعتبر أن هذه الزيارات ستنعكس سلباً في الفترات المقبلة على كل الجهات التي تحاول إضفاء الشرعية الكاملة على النظام، مؤكداً أن جميع تلك المحاولات إن كانت سراً أو علناً محكوم عليها بالفشل.