الطريق - خاص
لم يتخيل المزارع أبو علاء ( 43 عاماً ) المنحدر من قرى ريف حماة الشمالي ويمتلك مزرعة مليئة بأشجار الزيتون، أن يقف عاجزاً يوماً أمام من وصفهم بـ "العصابات" التي تعمدت سرقة موسمه من ثمار الزيتون أمام عينيه منتصف النهار، من قبل أشخاص يمتهنون السرقة يقف خلفهم متزعمي مليشيات مسلحة تابعة لقوات النظام .
يقول "أبو علاء" في حديث لـ "الطريق"، إنه ذهب برفقة إخوته وأفراد عائلته إلى أرضه للبدء بجني موسم الزيتون الذي ينتظر قطافه منذ العام الفائت، لتحسين وضعه المعيشي، ليتفاجأ عند وصوله بعدد كبير من العمال داخل مزرعته يقومون بعملية القطاف.
وعند محاولته منعهم برفقة إخوته من متابعة سرقة محصوله، أشهر أحد الأشخاص الموجودين ورقة تؤكد أنه قام بضمان الأرض من أحد متزعمي "الشبيحة" في قرية معردس على أساس أن ملكية المزرعة تعود له، حسب "أبو علاء".
وأوضح "أبو علاء" أنه استطاع تخليص موسمه من حيلة السرقة المُخطط لها من قبل عدة شخصيات مقابل مبلغ قدره مليون ليرة سورية ووليمة غداء، وذلك بعد أن قام بوضع وسيط من كبار "الشبيحة" بينه وبين الأطراف الأخرين.
وحصل "الطريق" على معلومات تفيد بأن أكثر من نصف أراضي الزيتون في أرياف مدينة حماة تعرضت للسرقة بشكل جزئي على يد "عصابات" مدعومة من قبل أشخاص لهم صلة بالنظام السوري بشكل مباشر، وأخرى تمتهن السرقة بدافع المعيشة دون ملاحقتهم ومحاسبتهم قانونياً.
وهذا ما أكدته إحدى السيدات المنحدرة من بلدة قمحانة شمالي حماة والتي فضلت - عدم الكشف عن هويتها - حرصاً على سلامتها خلال حديثها مع "الطريق"، حيث قالت إن أبنائها تمكنوا يوم الثلاثاء الفائت، من إلقاء القبض على ورشة كاملة من اللصوص بعد مشاهدتهم وهم يقومون بسرقة ثمار الزيتون من أرضها وبحوزتهم عدة قطاف كاملة.
وأردفت السيدة الخمسينية، أنهم قاموا بتسليم ثلاثة من الأشخاص المسؤولين عن ورشة العمال إلى قسم الأمن الجنائي في المدينة بعد القبض عليهم متلبسين، إلا أن القسم استوقف أبنائها أيضاً بحجة أن اللصوص قدموا شكوى ضدهم بسبب الاعتداء عليهم بالضرب من خلال العصي وأدوات حادة.
ولفتت إلى أنهم اضطروا لدفع مبلغ مالي وقدره 350 ألف ليرة سورية لقسم الأمن مقابل إجبار أفراد العصابة للتنازل عن الدعوة.
وفي الآونة الأخيرة ازدادت عمليات السطو والسرقة بمناطق سيطرة النظام بشكل كبير وغير مسبوق بسبب الوضع الاقتصادي الذي يمر على سكان تلك المناطق، حيث يضطر أغلب المزارعين لوضع حراسة مُشددة طيلة ساعات اليوم لحماية مواسمهم وأرزاقهم ومعدات أراضيهم، لا سيما على الأبيار الارتوازية المشغلة بواسطة الكهرباء، والتي يصل ثمن الواحد منها إلى 40 مليون ليرة سورية.